القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٧
في السير ويستعمل في الخيل أيضا مفرده خاد أو خادية وانما خصت الإبل لأنها أعظم مراكب العرب وجل مكاسبها (وأبلغ) اسم تفضيل من البلاغة وهى الملكة وتقدم تعريفها (من حلب) أي استخرج لبن (العوادي) هي البل التي ترعى الحمض على خلاف بين المصنف والجوهري كما سيأتي مبينا في مادته وركاب الخوادى وحلبة العوادي هم العرب المعنى انه صلى الله عليه وسلم أفصح العرب وأبلغهم لانهم هم المشهورون بالاعتناء بالإبل ركوبا وحلبا ونظرا في گحوالها وفى مقابله حلب بركب والعوادي بالخوادى ترصيع وهو من الحسن بمكان وفى نسخة جلب بالجيم بدل حلب بمعنى ساقها والحوادى بالمهملة وهو تحريف وخلاف للمنصوص المسموع من أفواه الرواة الثقات (بسقت) هذه الجملة الفعلية في بيان ظمته وقهره صلى الله عليه وسلم لجميع من عاداه ولهذا فصلها عما قبلها أي طالت (دوحة) هي الشجرة العظيمة من أي نوع كانت (رسالته) أي بعثته العامة والإضافة من إضافة المسبه به إلى المشبه (فظهرت) أي غلبت واستولت (شوكة) هي واحدة الشوك المعروف أو السلاح أو الحدة أو شدة البأس والنكاية على العدو (الكوادى) جمع كادية وهى الأرض الصلبة الغليظة البطيئة النبات والمعنى ان رسالته صلى الله عليه وسلم التي هي كالشجرة العظيمة في كثرة الفروع وسعة الظل وثباته نسخت سائر الشرائع التي لولا بعثته صلى الله عليه وسلم لما تطرق إليها النسخ وفى تشبيهها بالأشجار الشائكة النابتة في الأرض الغليظة الصلبة التي لا ينقلع ما فيها لا بعسر ومشقة بعد تشبيه رسالته صلى الله عليه وسلم بالدوحة في الارتفاع وسعة الظل وكثرة الفروع من اللطافة مالا يخفى في نسخة زيادة شوك بعد شوكة فيتعين حينئذ حمل الأخير على أحد معانيها المذكورة ما عدا الأول وفى أخرى شرك بالراء بدل الواو بفتحتين وظبطه بعضهم بكسر الشين بمعناه المشهور والكوادى حينئذ عبارة عن الكفرة وانما عبر عنهم بالشوكة لكثرة ما في الشئوك من الأذى والتأليم وقلة النفع وعدم الجدوى وبالكوادى لعدم الثمر ولعدم النمو والمراد أن النبي صلى الله عليه وسلم غالب عليهم بقوته وقاهرهم بحلمه ومستول عليهم (واستأسدت) أي طالت وبلغت يقال روضص مستأسد وسيأتى بيانه (رياض نبوته) بالضم أي نباتها جمع روضة هي مستنقع الماء في الرمل والعشب أو الأرض ذات الخضرة والستان الحسن (فعيت) أي أعجزت (في المآسد) جمع مگسدة هي الغابة (الليوث) الأسود (العوادي) التي لاستيحاشها وجرأتها تعدو على الخلق وتؤذيهم ومن قوله بسقت إلى هنا هي النسخة الصحيحة المكية وفى نسخة فغيبت بدل عيت أي أخفت وفى أخرى فطهرت بالطاء المهملة أي أزالت أوساخ الشرك وهذه النسخة التي نوهنا بشأنها هي نسخة الملك الناصر صلاح الدين بن رسول سلطان اليمن بخط المحدث اللغوي أبى بكر بن يوسف بن عثمان الحميدي المغربي وعليها خط المؤلف إذ قرئت بين يديه في زبيد المدينة حماها الله وسائر بلاد المسلمين قبل وفاته بسنتين اه وذكر الشارح عدة نسخ مختلفة وبين ألفاظ اختلافها تركناها ايجازا ثم قال الشارح مرتضى قال شيخنا ونبه ابن الشحنة والقرافى وغيرهما ان نسخة المؤلف التي بخطه ليس فيها شئ من هذه وانما فيها بعد قوله حلب العوادي صلى عليه وسلم ومثله في نسخة نقيب الاشراف السيد محمد بن كمال الدين الحسيني الدمشقي التي صححها على أصول المشرق اه‍ (نجوم الدآدى) جمع نجم وهو الكوكب والدآدئ جمع دأدأ بالدال والهمزة وسهل في كلام المؤلف تخفيفا وهي الليالي المظلمة جدا ومنهم من عينها في آخر الشهر وسيأتى الخلاف في مادته وعبارة المناوي الدآدى بمد الهمزة كالجواري جمع دأدأ كجعفر الليلة الشديدة الظلمة وآخره همزة لكنه خففها للسجع وأضاف وأضاف النجوم إلى الليالي المظلمة لان بها فيها يهتدى العباد في ظلمات البر والبحر ثم قال في بدور القوادى أي بدور الجماعات الذين بهم يقتدى ويستن أو المراد بدور القرن الأول الذي هو
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»