القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٨
خير القرون فقد قال الزمخشري وغيره القاديه من الناس أو جماعة تطرأ عليك وهو جمع قائد وهو كما سيجئ في الكتاب الأول من بنات نعش الضغرى اه‍ (بدور) جمع بدر هو القمر عند الكمال (القوادى) بالقاف في سائر النسخ جمع قادية من قذى به كرضى إذا استن واتبع القدوة أو مصدر بمعنى الاقتداء كالعافية والعاقبة ويجوز أن يكون جمع قدوة ولو شذوذا بمعنى المقتدى به أو لاقتداء قاله شيخنا والمعنى أي النجوم المضيئة التي بها يهتدى الحائر في الليل البهيم وهى صفة للآل وبدور الجماعات التي يقتدى بأنوارهم وأضوائهم وهى صفة للأصحاب والمراد أن الضال يهتدى بهم في ظلمات الضلالات كما يهتدى المسافر بالنجوم في ظلمات البر والبحر للطريق الموصلة إلى القصد ومنه قوله كثير من العارفين في استعمالاتهم وعلى آله نجوم الاهتداء وبدور الاقتداء قال شيخنا وبهذا ظهر سقوط ما قاله بعضهم من التوجيهات البعيدة عن مراد المصنف والظاهر أن النجوم صفة للصحابة للتلميح بحديث أصحابي كالنجوم فيرد سؤال لم وصف الصحابة دون الآل فيجاب بجواز كونه حذف صفة الآل لدلالة صفة الصحب عليها والسؤال من أصله في ومعرض السقوط لأنه ورد في صفة الآل أيضا بأنهم نجوم في غير ما حديث وأيضا ففي الآل من خو صحاب فالصحيح على ما قدمنا ان كلا منهما لف ونشر مرتب فالاهتداء بالآل والاقتداء بالصحابة وان كانتا تصلحان لكل منهما (ماناح) أي سجع وهدر (الحمام) طير معروف (الشادى) من شدا يشدو إذا ترنم وغنى فالنوح هنا ليس على حقيقته الأصلية التي هي البكاء والحزن كما سيأتي والصحيح ان اطلاق كل منهما باختلاف القائلين فممن صادفته أسجاع الحمام في ساعة أنسه مع حبيبه في زمن وصاله وغيبة رقيبه سماه سجعا وترنما ومن بضده سماه نوحا وبكاء وتغريدا (وساح) أي ذهب وتردد في الفلوات (النعام) طائر معروف (القادى) أي المسرع من قذى كرمى قديانا محركة إذا أسرع (وصاح) من الصياح وهو رفع الصوت إلى الغاية (بالأنغام) جمع نغم محركة وهو ترجيع الغناء وترديده (الحادي) من حدا الإبل كدعا يحدوها إذا ساقها وغنى لها ليحصل لها نشاط وارتياح في السير والمراد بهذه الجمل طول الأبد الذي لا نهاية له لان الكون لا يخلو عن تسجيع الحمام وتردد النعام وسوق الحادي بله بالانغام ثم إن في مقابلة ناح بساح وصاح والحمام بالنعام والانغام ترصيعا بديعا ومجانسة وفى القوافي الدالية تسميط (ورشفت) مصت (الطفاوة) بالضم دارة الشمس أو الشمس نفسها وهو المناسب في المقام ومنهم من راد بعد دارة الشمس ودارة القمر ومنهم من اقتصر على الأخير وكلاهما تكلف وقيل بل الطفاوة أيام برد العجوز ونسب للمصنف ولا أصل له أو أيام الربيع كما للجوهري وهو خطأ في النقل (رضاب) بالضم الريق المرشوف ويطلق على قطع الريق في الفم وفتات المسك وقطع الثلج والسكر ولعاب العسل ورغوته وما تقطع من الندى على الشجر والمراد هنا الأول (الطل) هو الندى أو فوقه دون المطر الضعيف وليس بمراد هنا وإضافة الرضاب إليه من قبيل إضافة المشبه به إلى المشبه أي الطل الذي في الأزهار بين الأشجار كالرضاب في فم الأحباب كقوله والريح تعبث بالغصون وقد جرى * ذهب الأصيل على لجين الماء أي ماء كاللجين ومن قال إن الإضافة بيانية فقد أخطأ وكذا من فسر الرضاب بالسح والطل بأخف المطر فكأنه أجاز إضافة الشئ إلى نفسه مع فساد المعنى على أن السح انما هو من معاني الراضبة دون الرضاب كما سيأتي في محلة وعبارة المناوي رضاب الطل أي ريق المطر الضعيف والإضافة بيانية أي الرضاب الذي هو الطل وكظام أي أفواه الوادي والآبار المتقاربة وأضافها إلى الجل بمعنى معظم الشئ ليفيد أن تلك الكظام ذوات مواد من الماء غير منقطعة والجادى طالب المطر والمعنى ما أخذت الشمس الماء بالتبخير من أماكنه التي هي آثار معظم الماء الذي له مواد لا تنقطع وما أخذه الجادى بالاستمطار
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»