لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٧٠
فبنو يربوع يعيرون بذلك، وقالت الشعراء فيه فأكثروا، فمن ذلك قول الأخطل:
تعيب الخمر، وهي شراب كسرى، ويشرب قومك العجب العجيبا مني العبد، عبد أبي سواج، أحق من المدامة أن تعيبا بري: برى العود والقلم والقدح وغيرها يبريه بريا:
تحته. وابتراه: كبراه، قال طرفة:
من خطوب، حدثت أمثالها، تبتري عود القوي المستمر وقد انبرى. وقوم يقولون: هو يبرو القلم، وهم الذين يقولون هو يقلو البر، قال: بروت العود والقلم بروا لغة في بريت، والياء أعلى. والمبراة:
الحديدة التي يبرى بها، قال الشاعر:
وأنت في كفك المبراة والسفن والسفن: ما ينحث به الشئ، ومثله قول جندل الطهوي:
إذ صعد الدهر إلى عفراته، فاجتاحها بشفرتي مبراته وسهم بري: مبري، وقيل: هو الكامل البري.
التهذيب: البري السهم المبري الذي قد أتم بريه ولم يرش ولم ينصل، والقدح أول ما يقطع يسمى قطعا، ثم يبرى فيسمى بريا، فإذا قوم وأبى له أن يراش وأن ينصل فهو القدح، فإذا ريش وركب نصله صار سهما.
وفي حديث أبي جحيفة: أبري النبل وأريشها أي أنحتها وأصلحها وأعمل لها ريشا لتصير سهاما يرمى بها. والبراءة: السكين تبرى بها القوس، عن أبي حنيفة. وبرى يبري بريا إذا نحت، وما وقع مما نحت فهو برياة. والبراية: النحاتة وما بريت من العود. ابن سيده: والبراء النحاتة، قال أبو كبير الهذلي:
ذهبت بشاسته وأصبح واضحا، حرق المفارق كالبراء الأعفر.
أي الأبيض. والبراية: كالبراء. قال ابن جني:
همزة البراء من الياء لقولهم في تأنيثه البراية، وقد كان قياسه، إذ كان له مذكر، ان يهمز في حال تأنيثه فيقال براءة ألا تراهم لما جاؤوا بواحد العظاء والعباء على مذكره قالوا عظاءة وعباءة، فهمزوا لما بنوا المؤنث على مذكره؟ وقد جاء نحو البراء والبراية غير شئ، قالوا الشقاء والشقاوة ولم يقولوا الشقاءة، وقالوا ناوية بينة النواء ولم يقولوا النواءة، وكذلك الرجاء والرجاوة، وفي هذا ونحوه دلالة على أن ضربا من المؤنث قد يرتجل غير محتذى به نظيره من المذكر، فجرت البراية مجرى الترقوة وما لا نظير له من المذكر في لفظ ولا وزن. وهو من برايتهم أي ذات قوة على السير، وقيل: هي قوية عند بري السير إياها.
الجوهري: يقال للبعير إذا كان باقيا على السير انه ذو براية، وهو الشحم واللحم. وناقة ذات براية أي شحم ولحم، وقيل: ذا ت براية أي بقاء على السير.
وبعير ذو براية أي باق على السير فقط، قال الأعلم الهذلي:
على حت البراية زمخزي ال سواعد، ظل في شري طوال يصف ظليما. قال اللحياني: وقال بعضهم برايتهما
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست