لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٧٥
وقال ابن سيده في موضع آخر: حزا حزوا وتحزى تكهن، وحزا الطير حزوا: زجرها، قال: والكلمة يائية وواوية. وحزى النخل حزيا: خرصه. وحزى الطير حزيا: زجرها. الأزهري عن الأصمعي:
حزيت الشئ أحزيه إذا خرصته وحزوت، لغتان من الحازي، ومنه حزيت الطير إنما هو الخرص. ويقال لخارص النخل حاز، وللذي ينظر في النجوم حزاء، لأنه ينظر في النجوم وأحكامها بظنه وتقديره فربما أصاب. أبو زيد: حزونا الطير نحزوها حزوا زجرناها زجرا.
قال: وهو عندهم أن ينغق الغراب مستقبل رجل وهو يريد حاجة فيقول هو خير فيخرج، أو ينغق مستدبره فيقول هذا شر فلا يخرج، وإن سنح له شئ عن يمينه تيمن به، أو سنح عن يساره تشاءم به، فهو الحزو والزجر. وفي حديث هرقل: كان حزاء، الحزاء والحازي:
الذي يحزر الأشياء ويقدرها بظنه. يقال: حزوت الشئ أحزوه وأحزيه. وفي الحديث: كان لفرعون حاز أي كاهن. وحزاه السراب يحزيه حزيا: رفعه، وأنشد:
فلما حزاهن السراب بعينه على البيد، أذرى عبرة وتتبعا وقال الجوهري: حزا السراب الشخص يحزوه ويحزيه إذا رفعه، قال ابن بري: صوابه وحزا الآل، وروى ا لأزهري عن ابن الأعرابي قال: إذا رفع له شخص الشئ فقد حزي، وأنشد: فلما حزاهن السراب (البيت).
والحزا والحزاء جميعا: نبت يشبه الكرفس، وهو من أخرار البقول، ولريحه خمطة، تزعم الأعراب أن الجن لا تدخل بيتا يكون فيه الحزاء، والناس يشربون ماءه من الريح ويعلق على الصبيان إذا خشي على أحدهم أن يكون به شئ. وقال أبو حنيفة: الحزا نوعان أحدهما ما تقدم، والثاني شجرة ترتفع على ساق مقدار ذراعين أو أقل، ولها ورقة طويلة مدمجة دقيقة الأطراف على خلقة أكمة الزرع قبل أن تتفقأ، ولها برمة مثل برمة السلمة وطول ورقها كطول الإصبع، وهي شديدة الخضرة، وتزداد على المحل خضرة، وهي لا يرعاها شئ، فإن غلط بها البعير فذاقها في أضعاف العشب قتلته على المكان، الواحدة حزاة وحزاءة. وفي حديث بعضهم: الحزاة يشربها أكايس النساء للطشة، الحزاة: نبت بالبادية يشبه الكرفس إلا أنه أعظم ورقا منه، والحزا جنس لها، والطشة الزكام، وفي رواية: يشتريها أكايس النساء للخافية والإقلات، الخافية:
الجن، والإقلات: موت الولد، كأنهم كانوا يرون ذلك من قبل الجن، فإذا تبخرن به منعهن من ذلك. قال شمر: تقول ريح حزاء فالنجاء، قال: هو نبات ذفر يتدخن به للأرواح، يشبه الكرفس وهو أعظم منه، فيقال: اهرب إن هذا ريح شر. قال: ودخل عمرو بن الحكم النهدي على يزيد بن المهلب وهو في الحبس، فلما رآه قال: أبا خالد ريح حزاء فالنجاء، لا تكن فريسة للأسد اللابد، أي أن هذا تباشير شر، وما يجئ بعد هذا شر منه.
وقال أبو الهيثم: الحزاء ممدود لا يقصر. وقال شمر: الحزاء يمد ويقصر. الأزهري: يقال أحزى يحزي إحزاء إذا هاب، وأنشد:
ونفسي أرادت هجر ليلى فلم تطق لها الهجر هابته، وأحزى جنينها وقال أبو ذؤيب:
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست