لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١١٩
العظيم، المثاني من القرآن: ما ثني مرة بعد مرة، وقيل: فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات، قيل لها مثان لأنها يثنى بها في كل ركعة من ركعات الصلاة وتعاد في كل ركعة، قال أبو الهيثم: سميت آيات الحمد مثاني، واحدتها مثناة، وهي سبع آيات، وقال ثعلب: لأنها تثنى مع كل سورة، قال الشاعر:
الحمد لله الذي عافاني، وكل خير صالح أعطاني، رب مثاني الآي والقرآن وورد في الحديث في ذكر الفاتحة: هي السبع المثاني، وقيل: المثاني سور أولها البقرة وآخرها براءة، وقيل: ما كان دون المئين، قال ابن بري:
كأن المئين جعلت مبادي والتي تليها مثاني، وقيل: هي القرآن كله، ويدل على ذلك قول حسان بن ثابت:
من للقوافي بعد حسان وابنه؟
ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت؟
قال: ويجوز أن يكون، والله أعلم، من المثاني مما أثني به على الله تبارك وتقدس لأن فيها حمد الله وتوحيده وذكر ملكه يوم الدين، المعنى، ولقد آتيناك سبع آيات من جملة الآيات التي يثنى بها على الله عز وجل وآتيناك القرآن العظيم، وقال الفراء في قوله عز وجل: الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني، أي مكررا أي كرر فيه الثواب والعقاب، وقال أبو عبيد: المثاني من كتاب الله ثلاثة أشياء، سمى الله عز وجل القرآن كله مثاني في قوله عز وجل: الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني، وسمى فاتحة الكتاب مثاني في قوله عز وجل:
ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم، قال: وسمي القرآن مثاني لأن الأنباء والقصص ثنيت فيه، ويسمى جميع القرآن مثاني أيضا لاقتران آية الرحمة بآية العذاب. قال الأزهري: قرأت بخط شمر قال روى محمد بن طلحة بن مصرف عن أصحاب عبد الله أن المثاني ست وعشرون سورة وهي: سورة الحج، والقصص، والنمل، والنور، والأنفال، ومريم، والعنكبوت، والروم، ويس، والفرقان، والحجر، والرعد، وسبأ، والملائكة، وإبراهيم، وص، ومحمد، ولقمان، والغرف، والمؤمن، والزخرف، والسجدة، والأحقاف، والجاثية، والدخان، فهذه هي المثاني عند أصحاب عبد الله، وهكذا وجدتها في النسخ التي نقلت منها خمسا وعشرين، والظاهر أن السادسة والعشرين هي سورة الفاتحة، فإما أن أسقطها النساخ وإما أن يكون غني عن ذكرها بما قدمه من ذلك وإما أن يكون غير ذلك، وقال أبو الهيثم: المثاني من سور القرآن كل سورة دون الطول ودون المئين وفوق المفصل، روي ذلك عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم عن ابن مسعود وعثمان وابن عباس، قال: والمفصل يلي المثاني، والمثاني ما دون المئين، وإنما قيل لما ولي المئين من السور مثان لأن المئين كأنها مباد وهذه مثان، وأما قول عبد الله بن عمرو: من أشراط الساعة أن توضع الأخيار وترفع الأشرار وأن يقرأ فيهم بالمثناة على رؤوس الناس ليس أحد يغيرها، قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله كأنه جعل ما استكتب من كتاب الله مبدأ وهذا مثنى، قال أبو عبيدة: سألت رجلا من أهل العلم بالكتب الأول قد عرفها وقرأها عن المثناة فقال إن الأحبار والرهبان من بني إسرائيل من بعد موسى
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست