لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١١٨
شربت اثني مد البصرة، واثنين بمده البصرة.
وثنيت الشئ: جعلته اثنين. وجاء القوم مثنى مثنى أي اثنين اثنين.
وجاء القوم مثنى وثلاث غير مصروفات لما تقدم في ث ل ث، وكذلك النسوة وسائر الأنواع، أي اثنين اثنين وثنتين ثنتين. وفي حديث الصلاة صلاة الليل: مثنى مثنى أي ركعتان ركعتان بتشهد وتسليم، فهي ثنائية لا رباعية. ومثنى: معدول من اثنين اثنين، وقوله أنشده ابن الأعرابي:
فما حلبت إلا الثلاثة والثنى، ولا قيلت إلا قريبا مقالها قال: أراد بالثلاثة الثلاثة من الآنية، وبالثنى الاثنين، وقول كثير عزة:
ذكرت عطاياه، وليست بحجة عليك، ولكن حجة لك فاثنني قيل في تفسيره: أعطني مرة ثانية ولم أره في غير هذا الشعر.
والاثنان: من أيام الأسبوع لأن الأول عندهم الأحد، والجمع أثناء، وحكى مطرز عن ثعلب أثانين، ويوم الاثنين لا يثنى ولا يجمع لأنه مثنى، فإن أحببت أن تجمعه كأنه صفة الواحد، وفي نسخة كأن لفظه مبني للواحد، قلت أثانين، قال ابن بري: أثانين ليس بمسموع وإنما هو من قول الفراء وقياسه، قال: وهو بعيد في القياس، قال: والمسموع في جمع الاثنين أثناء على ما حكاه سيبويه، قال: وحكى السيرافي وغيره عن العرب أن فلانا ليصوم الأثناء وبعضهم يقول ليصوم الثني على فعول مثل ثدي، وحكى سيبويه عن بعض العرب اليوم الثنى، قال: وأما قولهم اليوم الاثنان، فإنما هو اسم اليوم، وإنما أوقعته العرب على قولك اليوم يومان واليوم خمسة عشر من الشهر، ولا يثنى، والذين قالوا اثني جعلوا به على الاثن، وإن لم يتكلم به، وهو بمنزلة الثلاثاء والأربعاء يعني أنه صار اسما غالبا، قال اللحياني: وقد قالوا في الشعر يوم اثنين بغير لام، وأنشد لأبي صخر الهذلي:
أرائح أنت يوم اثنين أم غادي، ولم تسلم على ريحانة الوادي؟
قال: وكان أبو زياد يقول مضى الاثنان بما فيه، فيوحد ويذكر، وكذا يفعل في سائر أيام الأسبوع كلها، وكان يؤنث الجمعة، وكان أبو الجراح يقول: مضى السبت بما فيه، ومضى الأحد بما فيه، ومضى الاثنان بما فيهما، ومضى الثلاثاء بما فيهن، ومضى الأربعاء بما فيهن، ومضى الخميس بما فيهن، ومضت الجمعة بما فيها، كان يخرجها مخرج العدد، قال ابن جني:
اللام في الاثنين غير زائدة وإن لم تكن الاثنان صفة، قال أبو العباس:
إنما أجازوا دخول اللام عليه لأن فيه تقدير الوصف، ألا ترى أن معناه اليوم الثاني؟ وكذلك أيضا اللام في الأحد والثلاثاء والأربعاء ونحوها لأن تقديرها الواحد والثاني والثالث والرابع والخامس والجامع والسابت، والسبت القطع، وقيل: إنما سمي بذلك لأن الله عز وجل خلق السماوات والأرض في ستة أيام أولها الأحد وآخرها الجمعة، فأصبحت يوم السبت منسبتة أي قد تمت وانقطع العمل فيها، وقيل: سمي بذلك لأن اليهود كانوا ينقطعون فيه عن تصرفهم، ففي كلا القولين معنى الصفة موجود. وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي: لا تكن اثنويا أي ممن يصوم الاثنين وحده.
وقوله عز وجل: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست