لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٤٥
الشاعر في آم:
محلة سوء أهلك الدهر أهلها، فلم يبق فيها غير آم خوالف وقال السليك:
يا صاحبي، ألا لا حي بالوادي إلا عبيد وآم بين أذواد وقال عمرو بن معديكرب:
وكنتم أعبدا أولاد غيل، بني آم مرن على السفاد وقال آخر:
تركت الطير حاجلة عليه، كما تردي إلى العرشات آم (* قوله العرشات هكذا في الأصل وشرح القاموس بالمعجمة بعد الراء، ولعله بالمهملة جمع عرس طعام الوليمة كما في القاموس. وتردي: تحجل، من ردت الجارية رفعت إحدى رجليها ومشت على الأخرى تلعب).
وأنشد الأزهري للكميت:
تمشي بها ربد النعام تماشي الآم الزوافر قال أبو الهيثم: الآم جمع الأمة كالنخلة والنخل والبقلة والبقل، وقال: وأصل الأمة أموة، حذفوا لامها لما كانت من حروف اللين، فلما جمعوها على مثال نخلة ونخل لزمهم أن يقولوا أمة وأم، فكرهوا أن يجعلوها على حرفين، وكرهوا أن يردوا الواو المحذوفة لما كانت آخر الاسم، يستثقلون السكوت على الواو فقدموا الواو فجعلوها ألفا فيما بين الألف والميم. وقال الليث: تقول ثلاث آم، وهو على تقدير أفعل، قال أبو منصور: لم يزد الليث على هذا، قال: وأراه ذهب إلى أنه كان في الأصل ثلاث أموي، قال: والذي حكاه لي المنذري أصح وأقيس، لأني لم أر في باب القلب حرفين حولا، وأراه جمع على أفعل، على أن الألف الأولى من آم ألف أفعل، والألف الثانية فاء أفعل، وحذفوا الواو من آمو، فانكسرت الميم كما يقال في جمع جرو ثلاثة أجر، وهو في الأصل ثلاثة أجرو، فلما حذفت الواو جرت الراء، قال: والذي قاله أبو الهيثم قول حسن، قال: وقال المبرد أصل أمة فعلة، متحركة العين، قال: وليس شئ من الأسماء على حرفين إلا وقد سقط منه حرف، يستدل عليه بجمعه أو بتثنيته أو بفعل إن كان مشتقا منه لأن أقل الأصول ثلاثة أحرف، فأمة الذاهب منه واو لقولهم أموان. قال:
وأمة فعلة متحركة يقال في جمعها آم، ووزن هذا أفعل كما يقال أكمة وآكم، ولا يكون فعلة على أفعل، ثم قالوا إموان كما قالوا إخوان. قال ابن سيده: وحمل سيبويه أمة على أنها فعلة لقولهم في تكسيرها آم كقولهم أكمة وآكم قال ابن جني: القول فيه عندي أن حركة العين قد عاقبت في بعض المواضع تاء التأنيث، وذلك في الأدواء نحو رمث رمثا وحبط حبطا، فإذا ألحقوا التاء أسكنوا العين فقالوا حقل حقلة ومغل مغلة، فقد ترى إلى معاقبة حركة العين تاء التأنيث، ومن ثم قولهم جفنة وجفنات وقصعة وقصعات، لما حذفوا التاء حركوا العين، فلما تعاقبت التاء وحركة العين جرتا في ذلك مجرى الضدين المتعاقبين، فلما اجتمعا في فعلة ترافعا أحكامهما، فأسقطت التاء حكم الحركة وأسقطت الحركة حكم التاء، وآل الأمر بالمثال إلى أن صار كأنه فعل، وفعل باب تكسيره أفعل. قال الجوهري:
أصل أمة أموة، بالتحريك، لأنه يجمع على آم، وهو أفعل مثل أينق. قال:
(٤٥)
مفاتيح البحث: الطعام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست