لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٤١٤
تقول هذا مكان سواء أي متوسط بين المكانين، ولكن لم يقرأ إلا بالقصر سوى وسوى.
ولا يساوي الثوب وغيره شيئا ولا يقال يسوى، قال ابن سيده: هذا قول أبي عبيد، قال: وقد حكاه أبو عبيدة. واستوى الشئ: اعتدل، والاسم السواء، يقال: سواء علي قمت أو قعدت. واستوى الرجل: بلغ أشده، وقيل: بلغ أربعين سنة. وقوله عز وجل: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء، كما تقول: قد بلغ الأمير من بلد كذا وكذا ثم استوى إلى بلد كذا، معناه قصد بالاستواء إليه، وقيل: استوى إلى السماء صعد أمره إليها، وفسره ثعلب فقال: أقبل إليها، وقيل:
استولى. الجوهري: استوى إلى السماء أي قصد، واستوى أي استولى وظهر، وقال:
قد استوى بشر على العراق، من غير سيف ودم مهراق الفراء: الاستواء في كلام العرب على وجهين: أحدهما أن يستوي الرجل وينتهي شبابه وقوته، أو يستوي عن اعوجاج، فهذان وجهان، ووجه ثالث أن تقول: كان فلان مقبلا علا فلانة ثم استوى علي وإلي يشاتمني، على معنى أقبل إلي وعلى، فهذا قوله عز وجل: ثم استوى إلى السماء، قال الفراء: وقال ابن عباس ثم استوى إلى السماء صعد، وهذا كقولك للرجل: كان قائما فاستوى قاعدا، وكان قاعدا فاستوى قائما، قال:
وكل في كلام العرب جائز. وقول ابن عباس: صعد إلى السماء أي صعد أمره إلى السماء. وقال أحمد بن يحيى في قوله عز وجل: الرحمن على العرش استوى، قال الاستواء الإقبال على الشئ، وقال الأخفش: استوى أي علا، تقول: استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي علوته. واستوى على ظهر دابته أي استقر. وقال الزجاج في قوله تعالى: ثم استوى إلى السماء، عمد وقصد إلى السماء، كما تقول: فرغ الأمير من بلد كذا وكذا ثم استوى إلى بلد كذا وكذا، معناه قصد بالاستواء إليه. قال داود بن علي الأصبهاني: كنت عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: ما معنى قول الله عز وجل الرحمن على العرش استوى؟ فقال ابن الأعرابي: هو على عرشه كما أخبر، فقال: يا أبا عبد الله إنما معناه استولى، فقال ابن الأعرابي: ما يدريك؟ العرب لا تقول استولى على الشئ حتى يكون له مضاد فأيهما غلب فقد استولى، أما سمعت قول النابغة:
إلا لمثلك، أو من أنت سابقه سبق الجواد، إذا استولى على الأمد وسئل مالك بن أنس: استوى كيف استوى؟ فقال: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وقوله عز وجل:
ولما بلغ أشده واستوى، قيل: إن معنى استوى ههنا بلغ الأربعين.
قال أبو منصور: وكلام العرب أن المجتمع من الرجال والمستوي الذي تم شبابه، وذلك إذا تمت ثمان وعشرون سنة فيكون مجتمعا ومستويا إلى أن يتم له ثلاث وثلاثون سنة، ثم يدخل في حد الكهولة، ويحتمل أن يكون بلوغ الأربعين غاية الاستواء وكمال العقل.
ومكان سوي وسي: مستو. وأرض سي: مستوية، قال ذو الرمة:
رهاء بساط الأرض سي مخوفة والسي: المكان المستوي، وقال آخر:
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»
الفهرست