لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٥٩
وزكا الشفع. يقال: خسا أو زكا، والعرب تقول للفرد خسا وللزوجين اثنين زكا، وقيل لهما زكا لأن اثنين أزكى من واحد، قال العجاج: عن قبض من لاقى أخاس أم زكا ابن السكيت: الأخاسي جمع خسا، وهو الفرد. اللحياني: زكي الرجل يزكى وزكا يزكو زكوا وزكاء، وقد زكوت وزكيت أي صرت زاكيا. ابن الأنباري: الزكاء الزيادة من قولك زكا يزكو زكاء، وهذا ممدود، وزكا، مقصور: الزوجان، ويجوز خسا وزكا باللإجراء، ومن لم يجرهما جعلهما بمنزلة مثنى وثلاث ورباع، ومن أجراهما جعلهما نكرتين. وقال أحمد بن عبيد: خسا وزكا لا ينونان ولا تدخلهما الألف واللام لأنهما على مذهب فعل وهي وعفا، وأنشد للكميت:
لأدى خسا أو زكا من سنيك إلى أربع فيقول انتظارا (* قوله لأدى وضع له في الأصل علامة وقفة ولم نجده في غيره، والرسم قابل أن يكون لأدى، من التأدية فاللام مفتوحة، ولأن يكون أدنى من الدنو فاللام مكسورة).
وقال الفراء: يكتب خسا بالألف لأنه من خسأ، مهموز، وزكا يكتب بالألف لأنه من يزكو، والعرب تقول للزوج زكا وللفرد خسا فتلحقه بباب فتى، ومنهم من يقول زكا وخسا فيلحقه بباب زفر. ويقال: هو يخسي ويزكي إذا قبض على شئ في كفه وقال أزكا أم خسا، وهو مهموز.
الأصمعي: رجل زكأة أي موسر. اللحياني: إنه لملئ زكأة أي حاضر النقد عاجله. ويقال: قد زكأه إذا عجل نقده. وفي حديث معاوية أنه قدم المدينة بمال فسأل عن الحسن بن علي فقيل إنه بمكة فأزكى المال ومضى، فلحق الحسن فقال: قدمت بمال فلما بلغني شخوصك أزكيته، وها هوذا، قال: كأنه يريد أوعيته.
وزكا الرجل يزكو زكوا: تنعم وكان في خصب. وزكي يزكى:
عطش. قال ابن سيده: أثبته في الواو لعدم ز ك ي ووجود ز ك و، قاله ثعلب، وأنشد:
كصاحب الخمر يزكى كلما نفدت عنه، وإن ذاق شربا هش للعلل * زنا: الزنا يمد ويقصر، زنى الرجل يزني زنى، مقصور، وزناء ممدود، وكذلك المرأة. وزانى مزاناة وزنى: كزنى، ومنه قول الأعشى: إما نكاحا وإما أزن يريد: أزني، وحكى ذلك بعض المفسرين للشعر. وزانى مزاناة وزناء، بالمد، عن اللحياني، وكذلك المرأة أيضا، وأنشد:
أما الزناء فإني لست قاربه، والمال بيني وبين الخمر نصفان والمرأة تزاني مزاناة وزناء أي تباغي. قال اللحياني: الزنى، مقصور، لغة أهل الحجاز. قال الله تعالى: ولا تقربوا الزنى، بالقصر، والنسبة إلى المقصور زنوي، والزناء ممدود لغة بني تميم، وفي الصحاح: المد لأهل نجد، قال الفرزدق:
أبا حاضر، من يزن يعرف زناؤه، ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكرا ومثله للجعدي:
كانت فريضة ما تقول، كما كان الزناء فريضة الرجم والنسبة إلى الممدود زنائي. وزناه تزنية: نسبه
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست