لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٨٢
وحشى فلان، وقال عمر بن أبي ربيعة:
من رامها، حاشى النبي وأهله في الفخر، غطمطه هناك المزبد وأنشد الفراء:
حشا رهط النبي، فإن منهم بحورا لا تكدرها الدلاء فمن قال حاشى لفلان خفضه باللام الزائدة، ومن قال حاشى فلانا أضمر في حاشى مرفوعا ونصب فلانا بحاشى، والتقدير حاشى فعلهم فلانا، ومن قال حاشى فلان خفض بإضمار اللام لطول صحبتها حاشى، ويجوز أن يخفضه بحاشى لأن حاشى لما خلت من الصاحب أشبهت الاسم فأضيفت إلى ما بعدها، ومن العرب من يقول حاش لفلان فيسقط الألف، وقد قرئ في القرآن بالوجهين. وقال أبو إسحق في قوله تعالى: قلن حاش لله، اشتق من قولك كنت في حشا فلان أي في ناحية فلان، والمعنى في حاش لله براءة لله من هذا، وإذا قلت حاشى لزيد هذا من التنحي، والمعنى قد تنحى زيد من هذا وتباعد عنه كما تقول تنحى من الناحية، كذلك تحاشى من حاشية الشئ، وهو ناحيته. وقال أبو بكر بن الأنباري في قولهم حاشى فلانا: معناه قد استثنيته وأخرجته فلم أدخله في جملة المذكورين، قال أبو منصور: جعله من حشى الشئ وهو ناحيته، وأنشد الباهلي في المعاني: ولا يتحشى الفحل إن أعرضت به، ولا يمنع المرباع منها فصيلها (* قوله ولا يتحشى الفحل إلخ كذا بضبط التكملة).
قال: لا يتحشى لا يبالي من حاشى. الجوهري: يقال حاشاك وحاشى لك والمعنى واحد. وحاشى: كلمة يستثنى بها، وقد تكون حرفا، وقد تكون فعلا، فإن جعلتها فعلا نصبت بها فقلت ضربتهم حاشى زيدا، وإن جعلتها حرفا خفضت بها، وقال سيبويه: لا تكون إلا حرف جر لأنها لو كانت فعلا لجاز أن تكون صلة لما كما يجوز ذلك في خلا، فلما امتنع أن يقال جاءني القوم ما حاشى زيدا دلت أنها ليست بفعل. وقال المبرد: حاشى قد تكون فعلا، واستدل بقول النابغة:
ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه، وما أحاشي من الأقوام من أحد فتصرفه يدل على أنه فعل، ولأنه يقال حاشى لزيد، فحرف الجر لا يجوز أن يدخل على حرف الجر، ولأن الحذف يدخلها كقولهم حاش لزيد، والحذف إنما يقع في الأسماء والأفعال دون الحروف، قال ابن بري عند قول الجوهري قال سيبويه حاشى لا تكون إلا حرف جر قال: شاهده قول سبرة بن عمرو الأسدي:
حاشى أبي ثوبان، إن به ضنا عن الملحاة والشتم قال: وهو منسوب في المفضليات للجميح الأسدي، واسمه منقذ بن الطماح، وقال الأقيشر:
في فتية جعلوا الصليب إلههم، حاشاي، إني مسلم معذور المعذور: المختون، وحاشى في البيت حرف جر، قال: ولو كانت فعلا لقلت حاشاني. ابن الأعرابي: تحشيت من فلان أي تذممت، وقال الأخطل:
لولا التحشي من رياح رميتها بكالمة الأنياب، باق وسومها التهذيب: وتقول: انحشى صوت في صوت وانحشى حرف في حرف.
والحشى: موضع، قال:
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست