لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ٤١
قال: ورواه شمر عن ابن الأعرابي مجدوف ومجذوف، بالجيم وبالدال أو بالذال، قال: ومعناهما المقطوع، ورواه أبو عبيد مندوف، وأما محذوف فما رواه غير الليث، وقد تقدم ذكره في الجيم.
والحذف: ضرب من البط صغار، على التشبيه بذلك. وحذف الزرع:
ورقه. وما في رحله حذافة أي شئ من طعام. قال ابن السكيت: يقال أكل الطعام فما ترك منه حذافة، واحتمل رحله فما ترك منه حذافة أي شيئا.
قال الأزهري: وأصحاب أبي عبيد رووا هذا الحرف في باب النفي حذاقة، بالقاف، وأنكر شمر والصواب ما قال ابن السكيت، ونحو ذلك قاله اللحياني، بالفاء، في نوادره، وقال: حذافة الأديم ما رمي منه.
وحذيفة: اسم رجل. وحذفة: اسم فرس خالد ابن جعفر بن كلاب، قال:
فمن يك سائلا عني، فإني وحذفة كالشجا تحت الوريد * حرف: الحرف من حروف الهجاء: معروف واحد حروف التهجي. والحرف:
الأداة التي تسمى الرابطة لأنها تربط الاسم بالاسم والفعل بالفعل كعن وعلى ونحوهما، قال الأزهري: كل كلمة بنيت أداة عارية في الكلام لتفرقة المعاني واسمها حرف، وإن كان بناؤها بحرف أو فوق ذلك مثل حتى وهل وبل ولعل، وكل كلمة تقرأ على الوجوه من القرآن تسمى حرفا، تقول: هذا في حرف ابن مسعود أي في قراءة ابن مسعود. ابن سيده: والحرف القراءة التي تقرأ على أوجه، وما جاء في الحديث من قوله، عليه السلام: نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف، أراد بالحرف اللغة. قال أبو عبيد وأبو العباس. نزل على سبع لغات من لغات العرب، قال: وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه هذا لم يسمع به، قال: ولكن يقول هذه اللغات متفرقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة أهل اليمن، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كله واحد، وقال غيره: وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، على أنه قد جاء في القرآن ما قد قرئ بسبعة وعشرة نحو: ملك يوم الدين وعبد الطاغوت، ومما يبين ذلك قول ابن مسعود: إني قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال وأقبل. قال ابن الأثير: وفيه أقوال غير ذلك، هذا أحسنها. والحرف في الأصل: الطرف والجانب، وبه سمي الحرف من حروف الهجاء.
وروى الأزهري عن أبي العباس أنه سئل عن قوله نزل القرآن على سبعة أحرف فقال: ما هي إلا لغات. قال الأزهري: فأبو العباس النحوي وهو واحد عصره قد ارتضى ما ذهب إليه أبو عبيد واستصوبه، قال: وهذه السبعة أحرف التي معناها اللغات غير خارجة من الذي كتب في مصاحف المسلمين التي اجتمع عليها السلف المرضيون والخلف المتبعون، فمن قرأ بحرف ولا يخالف المصحف بزيادة أو نقصان أو تقديم مؤخر أو تأخير مقدم، وقد قرأ به إمام من أئمة القراء المشتهرين في الأمصار، فقد قرأ بحرف من الحروف السبعة التي نزل القرآن بها، ومن قرأ بحرف شاذ يخالف المصحف وخالف في ذلك جمهور القراء المعروفين، فهو غير مصيب، وهذا مذهب أهل العلم الذين هم القدوة ومذهب الراسخين في علم القرآن قديما وحديثا، وإلى هذا أومأ أبو العباس النحوي وأبو
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست