لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٢٥١
مصاليت خطارون بالرمح في الوغى ورمح خطار: ذو اهتزاز شديد يخطر خطرانا، وكذلك الإنسان إذا مشى يخطر بيديه كثيرا. وخطر الرمح يخطر: اهتز، وقد خطر يخطر خطرانا.
والخطر: ارتفاع القدر والمال والشرف والمنزلة. ورجل خطير أي له قدر وخطر، وقد خطر، بالضم، خطورة. ويقال: خطران الرمح ارتفاعه وانخفاضه للطعن. ويقال: إنه لرفيع الخطر ولئيمه. ويقال:
إنه لعظيم الخطر وصغير الخطر في حسن فعاله وشرفه وسوء فعاله ولؤمه. وخطر الرجل: قدره ومنزلته، وخص بعضهم به الرفعة، وجمعه أخطار. وأمر خطير: رفيع. وخطر يخطر خطرا وخطورا إذا جل بعد دقة. والخطير من كل شئ: النبيل. وهذا خطير لهذا وخطر له أي مثل له في القدر، ولا يكون إلا في الشئ المزيز، قال: ولا يقال للدون إلا للشئ السري. ويقال للرجل الشريف: هو عظيم الخطر. والخطير: النظير. وأخطر به: سوى.
وأخطره: صار مثله في الخطر. الليث: أخطرت لفلان أي صيرت نظيره في الخطر. وأخطرني فلان، فهو مخطر إذا صار مثلك في الخطر.
وفلان ليس له خطير أي ليس له نظير ولا مثل. وفي الحديث: ألا هل مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها، أي لا عوض عنها ولا مثل لها، ومنه: ألا رجل يخاطر بنفسه وماله، أي يلقيها في الهلكة بالجهاد. والخطر، بالتحريك: في الأصل الرهن، وما يخاطر عليه ومثل الشئ وعدله، ولا يقال إلا في الشئ الذي له قدر ومزية، ومنه حديث عمر في قسمة وادي القرى: وكان لعثمان فيه خطر ولعبد الرحمن خطر أي حظ ونصيب، وقول الشاعر:
في ظل عيش هني ماله خطر أي ليس له عدل. والخطر: العدل، يقال: لا تجعل نفسك خطرا لفلان وأنت أوزن منه. والخطر: السبق الذي يترامى عليه في التراهن، والجمع أخطار. وأخطرهم خطرا وأخطره لهم: بذل لهم من الخطر ما أرضاهم. وأخطر المال أي جعله خطرا بين المتراهنين. وتخاطروا على الأمر: تراهنوا، وخاطرهم عليه: راهنهم. والخطر، الرهن بعينه. والخطر: ما يخاطر عليه، تقول: وضعوا لي خطرا ثوبا ونحو ذلك، والسابق إذا تناول القصبة علم أنه قد أحرز الخطر. والخطر والسبق والندب واحد، وهو كله الذي يوضع في النضال والرهان، فمن سبق أخذه، ويقال فيه كله: فعل، مشددا، إذا أخذه، وأنشد ابن السكيت:
أيهلك معتم وزيد، ولم أقم على ندب يوما، ولي نفس مخطر؟
والمخطر: لذي يجعل نفسه خطرا لقرنه فيبارزه ويقاتله، وقال:
وقلت لمن قد أخطر الموت نفسه:
ألا من لأمر حازم قد بدا ليا؟
وقال أيضا:
أين عنا إخطارنا المال والأن‍ - فس، إذ ناهدوا ليوم المحال؟
وفي حديث النعمان بن مقرن أنه قال يوم نهاوند، حين التقى المسلمون مع المشركين: إن هؤلاء قد
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست