لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ١٦٨
وأنت في حجرتي أي منعتي. قال الأزهري: يقال هم في حجر فلان أي في كنفه ومنعته ومنعه، كله واحد، قاله أبو زيد، وأنشد لحسان ابن ثابت:
أولئك قوم، لو لهم قيل: أنفدوا أميركم، ألفيتموهم أولي حجر أي أولى منعة. والحجرة من البيوت: معروفة لمنعها المال، والحجار: حائطها، والجمع حجرات وحجرات وحجرات، لغات كلها.
والحجرة: حظيرة الإبل، ومنه حجرة الدار. تقول: احتجرت حجرة أي اتخذتها، والجمع حجر مثل غرفة وغرف. وحجرات، بضم الجيم. وفي الحديث: أنه احتجر حجيرة بخصفة أو حصير، الحجيرة:
تصغير الحجرة، وهي الموضع المنفرد.
وفي الحديث: من نام على ظهر بيت ليس عليه حجار فقد برئت منه الذمة، الحجار جمع حجر، بالكسر، أو من الحجرة وهي حظيرة الإبل وحجرة الدار، أي أنه يحجر الإنسان النائم ويمنعه من الوقوع والسقوط. ويروى حجاب، بالباء، وهو كل مانع من السقوط، ورواه الخطابي حجى، بالياء، وسنذكره، ومعنى براءة الذمة منه لأنه عرض نفسه للهلاك ولم يحترز لها. وفي حديث وائل بن حجر: مزاهر وعرمان ومحجر، محجر، بكسر الميم: قربة معروفة، قال ابن الأثير: وقيل هي بالنون، قال:
وهي حظائر حول النخل، وقيل حدائق.
واستحجر القوم واحتجروا: اتخذوا حجرة. والحجرة والحجر، جميعا: للناحية، الأخيرة عن كراع. وقعد حجرة وحجرا أي ناحية، وقوله أنشده ثعلب:
سقانا فلم نهجا من الجوع نقرة سمارا، كإبحط الذئب سود حواجره قال ابن سيده: لم يفسر ثعلب الحواجر. قال: وعندي أنه جمع الحجرة التي هي الناحية على غير قياس، وله نظائر. وحجرتا العسكر: جانباه من الميمنة والميسرة، وقال:
إذا اجتمعوا فضضنا حجرتيهم، ونجمعهم إذا كانوا بداد وفي الحديث: للنساء حجرتا الطريق، أي ناحيتاه، وقول الطرماح يصف الخمر:
فلما فت عنها الطين فاحت، وصرح أجود الحجران صافي استعار الحجران للخمر لأنها جوهر سيال كالماء، قال ابن الأثير: في الحديث حديث علي، رضي الله عنه، الحكم لله:
ودع عنك نهبا صيح في حجراته قال: هو مثل للعرب يضرب لمن ذهب من ماله شئ ثم ذهب بعده ما هو أجل منه، وهو صدر بيت لامرئ القيس:
فدع عنك نهبا صيح في حجراته، ولكن حديثا ما حديث الرواحل أي دع النهب الذي نهب من نواحيك وحدثني حديث الرواحل وهي الإبل التي ذهبت بها ما فعلت. وفي النوادر: يقال أمسى المال محتجرة بطونه ونجرة، ومال متشدد ومحتجر. ويقال: احتجر البعير احتجارا. والمحتجر من المال: كل ما كرش ولم يبلغ نصف البطنة ولم يبلغ الشبع كله، فإذا بلغ نصف البطنة لم يقل، فإذا رجع بعد سوء حال وعجف، فقد اجروش،
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست