[فأنت الجواد وأنت الذي * إذا ما القلوب ملأن الصدورا] [جدير بطعنة يوم اللقى * يضرجن منها النساء النحورا] [وما من بد من خليج البحار * فيعلو الآكام ويعلو الجسورا] [بأجود منه بما عنده * فيعطي الألوف ويوفي النذورا] قال جندب لما أتيت الحسن بكتاب معاوية، قلت له ما أرى الرجل إلا سائرا إليك فابدأه بالمسير حتى تقاتله في أرضه وبلده، فأما أن تقول إنه ينقاد لك لا والله حتى يرى منا يوما أعظم من يوم صفين، فقال: أفعل إن شاء الله تعالى، ثم أن معاوية دس رجلا من حمير إلى الكوفة، ورجلا من القين إلى البصرة ليكتبا له بالاخبار ويفسدا على الحسن، فعرف ذلك الحسن، فأمر باستخراج الحميري من عند حجام بالكوفة وأمر بضرب عنقه، وكتب إلى البصرة كتابا إلى عبد الله ابن العباس، وكان عامله عليها، وأمره باستخراج الرجل القيني وقتله، فاستخرجه عبد الله بن العباس من بني سليم وقتله، وكتب الحسن إلى معاوية:
أما بعد فإنك دسست الرجال للاحتيال والاغتيال، وأرصدت العيون كأنك تحب اللقاء وما أوشك ذلك، فتوقعه إن شاء الله تعالى، وبلغني أنك شمت بما لم يشمت به ذووا الحجى إلى آخر الكلام المتقدم ذكره.
وكتب عبد الله بن العباس: أما بعد، ودسك أخا بني القين تلتمس من غفلات قريش مثل ما ظفرت به من يمانيتك لكما، قال أمية بن أبي الصلت:
[لعمرك إني والخزاعي طارقا * كنعجة غاز حتفها بتحفر] [أثارت عليها شفرة بكراعها * فظلت به من آخر الليل يتحر] [شمت بقوم من صديقك أهلكوا * أصابهم يوم من الدهر أصفر]