وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٨٨
أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة رحمك الله؟ فقال: آتيني بتلك الحصاة، وأشار بيده إلى حصاة هناك، قالت: فأتيت بها، فطبع فيها بخاتمه وقال: يا حبابة إن ادعى مدع للخلافة بعدي وقدر أن يفعل كما فعلت فاعلمي أنه محق مفترض الطاعة، والإمام بعدي لا يعزب عنه شئ يريد، قالت: فانصرفت، فلما قبض أمير المؤمنين (ع) أتيت إلى الحسن (ع) وهو جالس في مجلس أبيه والناس حوله يسألونه، فلما رآني قال لي: يا حبابة قلت: نعم يا مولاي قال:
هاتي ما معك فأعطيته الحصاة، فطبع فيها بخاتمه كما طبع أمير المؤمنين، قالت: ثم أتيت الحسين وهو في مسجد النبي، فقرب ورحب وقال لي:
أتريدين دلالة الإمامة؟ فقلت: نعم يا سيدي، فقال: هاتي ما معك، فناولته الحصاة فطبع فيها كما طبع أبوه وأخوه، ثم قالت: أتيت علي بن الحسين بعد قتل أبيه وقد بلغ بي الكبر وأنا أعد مائة وثلاثة عشر سنة، فرأيته ساجدا وراكعا مشغولا بالعبادة، فآيست من الدلالة، فأومى إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي، فقلت يا سيدي كم مضى من الدنيا وكم بقي، فقال: يا حبابة أما ما مضى فنعم، وأما ما بقي فلا، ثم قال: هاتي ما معك فأعطيته الحصاة، فطبع فيها، ثم أتيت أبا جعفر محمد الباقر فطبع فيها، ثم أتيت أبا عبد الله الصادق، فطبع فيها، ثم أتيت أبا الحسن موسى بن جعفر فطبع فيها، وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر ثم توفيت رحمة الله عليها، وأوصت أن تدفن معها تلك الحصاة، فدفنت معها.
ثم إن الحسن أمر الامراء ورتب العمال وولى عبد الله بن العباس البصرة، وكتب إلى سائر العمال بالمبايعة له، فبايعه سائر العمال الذين كانوا تحت إمرة أمير المؤمنين، وهي الحجاز والعراق وفارس واليمن، وكتب إلى معاوية بن أبي سفيان كتابا يقول فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله الحسن بن أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان. أما بعد فإن الله بعث محمدا رحمة للعالمين، فأظهر به
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست