وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٧٨
ثم رجع (ع) مقهقرا وهو يقول: يا جداه، يا طيباه، يا طاهراه، لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك، ورزقني العود إليك وإلى المقام في حرمك، والسكون مع الأبرار من ولدك الصالحين، والسلام عليك وعلى الملائكة المحدقين بك ورحمة الله وبركاته. فقلت: يا سيدي أتأذن لي أن أعلم الناس؟ قال: نعم فأعطاني دراهم فأصلحت بها القبر، فكان ما هو الآن معروفا عند شيعته، وقد كان مختفيا لوصية سبقت منه لعلمه بما [في] قلوب المنافقين والمارقين، حتى قيل إن صبيحة دفنه أخرجوا أربعة توابيت، فبعثوا بواحد إلى بيت الله الحرام، وواحد إلى المدينة، وواحد إلى بيت المقدس، وأدخلوا بيته واحدا.
وروي ان سبب ظهوره أن هارون الرشيد خرج يوما للصيد والقنص في ظاهر الكوفة، فرأى ظبيا كثيرا، فأرسل عليهم الصقور والكلاب، فالتجأت الظبا بالأكمة، فوقفت عنها الصقور والكلاب. وكان يفعل ذلك مرارا كثيرة، فأخبر هارون عن تلك الأكمة أخبره رجل من بني أسد عن آبائه أن فيها قبر أمير المؤمنين (ع) فبنى عليه قبة، ولعل ذلك بعد اندراسه من العمارة الأولى لهجرانه خوفا من الأعداء. يقول الصادق (ع) من ترك زيارة أمير المؤمنين خوفا من أحد لم ينظر الله إليه، ألا تزورون من تزوره الملائكة.
ولله در من قال من الرجى:
[قد قلت للبرق الذي شق الدجا * فكان زنجيا هناك يجذع] [يا برق إن جئت الغري فقل له * أتراك تعلم من بأرضك مودع] [فيك ابن عمران الكليم وبعده * عيسى يقفيه وأحمد يتبع] [بل فيك نور الله جل جلاله * لذوي البصائر يستشف ويلمع] [فيك الامام المرتضى فيك الوصي * المجتبى فيك البطين الأنزع] [هذا ضمير العالم الموجود من * عدم وسر وجوده المستودع] [هذي الإمامة لا يقوم بحملها * حلقاء هابطة وأطلس أرفع]
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 83 84 ... » »»
الفهرست