وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٧١
يجمعها ليشتري بها خادما لأهله، ثم خنقته العبرة وبكى. ثم نزل عن المنبر وصلى بأهله وخاصته صلاة الصبح، ثم جلس في معزا أبيه، فأتت الناس إليه التعزية. ثم انه (ع) أمر بإحضار اللعين ابن ملجم، فلما مثل بين يديه قال للحسين: يا أبا محمد إني ما أعطيت الله عهدا إلا وفيت به، وإني عاهدت الله أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما، وقد قتلت أباك، فإن شئت خليت بيني وبين معاوية ولك الله على إن قتلته لآتينك حتى أضع يدي في يدك. فقال الحسن: لا والله حتى تعاين النار. ثم قال للحسن: يا ابن رسول الله إني أريد أن أسارك بكلمة، فأبى الحسن وقال: إنه يريد أن يكدم على أذني، فقال الملعون: أي والله لو أمكنني منها لقلعتها من صماخها.
ثم تراددوا في القول كيف يقتلونه، فقال الحسن: أنا ماض فيه بما أوصاني به أبي ضربة بضربة ولا تأثم، فأني سمعت رسول الله يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور. ثم أبركوه على ركبتيه وقام الحسن وضربه ضربة بالسيف شق بها رأسه، فانقلب عدو الله يخور في دمه لا رحمه الله تعالى، وقيل استوهبت جثته أم الهيثم زوجة حذيفة بن اليمان وأحرقتها بالنار، وأما شبيب بن بحرة فلقيه رجل حين أصيب أمير المؤمنين (ع) وخرج من الجامع فصرعه وبرك عليه يريد قتله، فرأى الناس يقصدونه، فخشي أن يكونوا عليه، فخلاه حتى دخل منزله، فرآه ابن عم له يحل الحرير من صدره، فقال له:
لعلك قتلت أمير المؤمنين، فأراد أن يقول: لا، فقال نعم، فقتله، وأما الثالث فلم يظفر به أحد، قيل وكانت قطام جالسة على روشن لها، فسمعت ضجيج الناس وقائلا يقول: قتل أمير المؤمنين، فصفقت كفيها فرحا، فأقلب الله عليها الروشن، فما وجدوها إلا كالرغيف المحترق وعجل الله بروحها إلى النار، وأما اللذان تعاقدا مع ابن ملجم على قتل علي ومعاوية وابن العاص، فقد خاب أملهما وقتلا، أما ابن العاص فاستخلف على الصلاة تلك الليلة خارجة العامري فظن عمرو التميمي أنه ابن العاص [فضربه فمات خارجه من
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست