وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٧٧
افعل كما فعلت، ثم قال لي: قصر خطاك فإن لك بكل خطوة مائة ألف حسنة، وتمحى عنك مائة ألف سيئة، وترفع لك مائة ألف درجة ويكتب لك ثواب كل شهيد وصديق مات أو قتل في سبيل الله. ثم مشى ومشيت خلفه وعلينا السكينة والوقار، ونحن نسبح الله ونقدسه ونهلله، إلى أن بلغنا الأكمة، فوقف، فنظر يمنة ويسرة وخط بعكازه خطا وقال لي: اطلب فطلبت، وإذا أنا بأثر قبر في الخط الذي خطه، فأرسل دموعه وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قال:
السلام عليك أيها الوصي البر التقي، السلام عليك أيها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه مسؤولون، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك أيها الصديق الزكي، السلام عليك أيها الوصي، وصي رسول رب العالمين، السلام عليك يا خيرة الله من الخلق أجمعين، أشهد أنك حبيب الله وخاصته وخالصته، السلام عليك يا ولي الله، وموضع سره، وعيبة علمه، وخازن وحيه.
ثم أنه (ع) انكب على القبر وبكى بكاء شديدا وقال: بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين، بأبي أنت وأمي يا حجة الخصام، بأبي أنت وأمي يا باب الله والمقام، بأبي أنت وأمي يا نور الله التمام، أشهد أنك قد بلغت عن الله عز وجل ورسوله (ص) ما حملت، ورعيت وحفظت ما استودعت، وحللت ما حلل الله وحرمت ما حرم الله، وأقمت أحكام الله، ولم تتعد حدود الله، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، صلى الله عليك وعلى الأئمة من ولدك.
وصلى ركعتين عند رأسه الشريف، ثم قال لي: يا صفوان، من زار أمير المؤمنين (ع) بهذه الزيارة من قرب أو بعد، وصلى مثل هذه الصلاة، رجع إلى أهله مغفورا ذنبه، مشكورا سعيه، وكتب له ثواب من زاره من الملائكة وغيرهم.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 83 ... » »»
الفهرست