وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٣٤
[فيا لك يا منصور لا فزت بالولا * لجعفر قد آبت عليك الفوادح] [تسربلت سربالا من النار ضافيا * فويلك قد طاحت عليك الطوائح] [وعما قليل تلق ما أنت قادم * عليه وقد قامت عليك النوائح] [أتقتل من قد عظم الله قدره * وجلله إذ يممته المدائح] [من النص والقرآن نصا منزلا * من الله هاد للبرايا وواضح] [فوا لهف نفسي إذ تغيب شخصه * وقد مات مسموما فدته الجوانح] وفي كتاب طب الأئمة عن الرضا (ع) عن موسى بن جعفر (ع) قال: لما طلب أبو الدوانيق أبي عبد الله (ع) وهم بقتله فأخذه صاحب المدينة ووجه به إليه، وكان أبو الدوانيق استعجله واستبطأ قدومه حرصا منه على قتله، فلما مثل بين يديه ضحك في وجهه ثم رحب به وأجلسه عنده، وقال: يا بن رسول الله والله قد وجهت إليك وأنا عازم على قتلك، ولقد نظرت إليك فألقي إلي محبة عليك، فوالله ما أجد أحدا من أهل بيتي أعز منك ولا آثر عندي، ولكن يا أبا عبد الله كلام بلغنا تهجنا فيه وتذكرنا بسوء فقال: يا أمير المؤمنين ما ذكرتك بسوء قط، فتبسم أيضا فقال: والله أنت عندي أصدق من جميع من سعى بك إلي، وهذا مجلسي بين يديك وخاتمي فانبسط ولا تخشني في جليل أمرك وصغيره فلست أردك عن شئ، ثم أمره بالانصراف وحباه وأعطاه، فأبى أن يقبل شيئا وقال: يا أمير المؤمنين أنا في عناية وخير وغناء كثير، فإذا هممت ببري فعليك بالمتخلفين من أهل بيتي فارفع عنهم القتل قال: قبلت يا أبا عبد الله فقد أمرت لهم بمائة ألف درهم تفرقها بينهم فقال: وصلت الرحم يا أمير المؤمنين.
فلما خرج من عنده مشى بين يديه مشائخ من قريش وشبابهم من كل قبيلة وهو يمشي بينهم كسريان القمر ليلة تمامه وكماله، فقال عين أبو الدوانيق:
يا بن رسول الله لقد نظرت نظرا شافيا حين دخلت على أمير المؤمنين فما أنكرت منك شيئا غير أني نظرتك وقد حركت شفتيك بشئ فما كان ذلك؟ قال: إني
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست