وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٢٣
الحميري (ره): كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن الحنفية رضي الله عنه، وقد ضللت في ذلك زمانا، فمن الله علي بالصادق (ع) جعفر بن محمد (ع) وأنقذني به من النار، وهداني يه إلى سواء الصراط، فسألت بعدما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله على خلقه وجميع أهل زمانه، وأنه الامام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به، فقلت له: يا بن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك في الغيبة وصحة كونها، فأخبرني بمن تقع؟ قال (ع): ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله (ص)، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وآخرهم محمد بن الحسن المهدي القائم عجل الله فرجه بالحق، وهو بقية الله في أرضه وصاحب الزمان، والله ليبقى غيبته ما بقي نوح (ع) في قومه، ولم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا قال السيد:
فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق (ع) ثبت إلى الله تعالى على يده:
[فلما رأيت الناس في الدين قد غووا * تجعفرت باسم الله والله أكبر] [تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت أن الله يعفو ويغفر] [ودنت بدين غير ما كنت دينا * به ونهاني سيد الناس جعفر] [فقلت فهبني قد تهودت برهة * وإلا فديني دين من يتنصر] [وإني إلى الرحمن من ذاك تائب * وإني قد أسلمت والله أكبر] [فلست بغال ما حييت وراجع * إلى ما عليه كنت أخفي وأظهر] [ولا قائل حي برضوى محمد * وإن عاب جهال مقامي فأكثروا] وساق أبياتا كثيرة إلى أن قال: [أيا راكبا نحو المدينة حسرة * عذافرة يطوي بها كل سبسب] [إذا ما هداك الله شاهدت جعفرا * فقل لولي الله وابن المهذب] [ألا يا أمين الله وابن أمينة * أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي] [إليك من الذنب الذي كنت مبطنا * معاندة مني لنسل المطيب]
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست