وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٣٣
ذات بينهم؟ فقال الصادق (ع): ما فعلت شيئا من هذا فقال المنصور: فهذا فلان يزعم أنك فعلت فقال (ع): إنه كاذب قال المنصور: إني أحلفه فإن حلف كفيت بنفسي مؤنتك فقال الصادق (ع): إنه إذا حلف كاذبا باء بإثمي وإثمه، فقال المنصور: حلف هذا الرجل على ما حكاه فقال الحاجب للرجل: قل والله الذي لا إله إلا هو وجعل يغلظ عليه اليمين.
فقال الصادق (ع): لا تحلفه هكذا فإني سمعت أبي (ع) يذكر عن آبائه (ع) عن جدي رسول الله (ص) أنه قال: إن من الناس من يحلف كاذبا فيعظم الله تعالى في يمينه ويصفه بصفاته الحسنى فيأتي تعظيمه لله تعالى على إثم كذبه ويمينه فيتأخر عنه البلاء، ولكن دعني أحلفه باليمين الذي حدثني أبي (ع) عن آبائي (ع) عن رسول الله (ص): أنه لا يحلف بها حالف إلا باء بإثمه في ساعته فقال المنصور: حلفه يا أبا عبد الله فقال الصادق للرجل: قل إن كنت كاذبا عليك فقد برئت من حول الله وقوته ولجأت إلى حولي وقوتي فقالها الرجل فقال الصادق (ع): اللهم إن كان كاذبا فأمته الساعة، فما استتم كلامه حتى سقط الرجل ميتا واحتمل ومضى إلى النار، وأقبل المنصور على الصادق وسأله عن حوائجه فقال (ع): ما لي إلا حاجة وهي أن أسرع إلى أهلي فإن قلوبهم متعلقة بي فقال: ذلك إليك فافعل ما بدا لك، فخرج من عنده مكرما قد تحير منه المنصور.
فقال بعض منهم: هذا رجل فاجأه الموت وجعل الناس يخوضون أمر ذلك الميت وينظرون إليه، وإذا هو قد استوى جالسا على السرير والناس يخوضون في أمره فمن ذام له وحامد إذ قعد على سريره وكشف الغطاء عن وجهه وقال: أيها الناس إني لقيت ربي فتلقاني بالسخط واللعنة وأشد غضب زبانيته علي على الذي كان مني إلى جعفر بن محمد الصادق (ع)، فاتقوا الله ولا تهلكوا فيه كما هلكت أنا، ثم أعاد كفنه على وجهه وعاد في موته فرأوه لا حراك به وهو ميت فدفنوه.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست