وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٢٩
المؤمنين (ع) وهو قاعد فيها، ثم عدل إلى قبة أخرى وعدلنا معه فسلم وسلمنا على الحسن بن علي (ع)، وعدلنا إلى قبة أخرى بأزائها فسلمنا على الحسين ابن علي (ع)، ثم على علي بن الحسين (ع)، ثم على محمد بن علي (ع)، وكل واحد في قبة مزينة مرفرفة، ثم عدل بنا إلى بيت في الجزيرة وعدلنا معه، وإذا فيه قبة عظيمة من درة بيضاء مزينة بفنون الفرش والستور، وإذا فيها سرير من ذهب مرصع بأنواع الجواهر فقلت: يا مولاي لمن هذه القبة؟ فقال:
للقائم منا أهل البيت (ع) صاحب الزمان، ثم أومى بيده وتكلم بشئ وإذا نحن فوق الأرض بالمدينة في منزل الصادق (ع)، وأخرج خاتمه وختم الأرض بيده فلم أرى فيها صدعا ولا فرجة، وحيث جرت على يده هذه العجائب، وأناخت دون بابه الركائب، وسدد إليه أبو جعفر المنصور سهام بلائه وبالغ في قتله وإخماد نور علائه ورصد إليه المراصد والعيون من أعدائه وأوليائه.
فمنها ما روي في العيون عن الرضا (ع) عن أبيه قال أرسل الدوانيقي إلى جعفر الصادق (ع) فلما دخل جعفر بن محمد (ع) ونظر إليه من بعيد تحرك أبو جعفر من فراشه وقال: مرحبا بك يا أبا عبد الله ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن نقضي دينك وننفي ذمامك، ثم سأله مسألة لطيفة عن بيته وقال: قد قضى الله حاجتك ودينك وأجزل لك عطيتك يا ربيع لا تمضين ثلاثة حتى يرجع جعفر إلى أهله، فلما خرج (ع) قال له الربيع: يا أبا عبد الله أرأيت السيف والنطع، إنما وضع ذلك إليك، فأي شئ رأيتك تحرك به شفتيك قال جعفر بن محمد (ع):
نعم يا ربيع لما رأيت الشر في وجهه قرأت حسبي الله الرب من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
وفي رواية الأمالي قام أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد الله (ع) وأمر بفرش، فطرحت له إلى جانبه فأجلسه عليها ثم قال: علي بمحمد، علي
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست