وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٣٩
أحب أن يبلغ أولاد فاطمة فيفتخرون ويتباهون بذلك علينا، لكن لا أكتمك شيئا انظر من في الدار فأخرجهم قال: فنحيت كل من في الدار، ثم قال لي:
ارجع ولا تبق أحدا ثم قال: ليس إلا أنت وأنا، والله لئن سمعت ما ألقيته عليك من أحد لأقتلنك وولدك وأهلهم أجمعين ولآخذن مالك قال: قلت: يا أمير المؤمنين أعيذك بالله.
قال: يا ربيع قد كنت مصرا على قتل جعفر (ع) ولا اسمع له قولا ولا أقبل له عذرا، وكان أمره ممن لا يخرج علي بسيف أغلظ عندي وأهم علي من أمر عبد الله بن الحسن (رض)، وقد كنت أعلم هذا منه ومن آبائه (ع) على عهد بني أمية، فلما هممت به في المرة الأولى تمثل لي رسول الله (ص) حائل بيني وبينه باسط، كفيه حاسر عن ذراعيه، قد عبس وقطب في وجهي فأمسكت، ثم هممت به في المرة الثانية وانتضيت من السيف أكثر من المرة الأولى وإذا برسول الله (ص) قد قرب مني ودنا دنوا شديدا وهم لي أن فعلت لفعل (ص) فأمسكت، ثم تجاسرت وقلت هذا بعض أفعال الرؤيا ثم انتضيت السيف ثالثة فمثل لي رسول الله (ص) باسط ذراعيه مشمر عنهما واحمر وجهه وعبس وقطب حتى كاد أن يضع يده علي، فخفت والله لو فعلت (ص)، وكان من أمري ما رأيت وهؤلاء من بني فاطمة (ع) لا يجهل حقهم إلا جاهل لا حظ له في الشريعة فإياك أن يسمع منك أحد.
قال محمد بن الربيع فما حدثني به أبي حتى مات المنصور، وما حدثت به أنا حتى مات المهدي وموسى وهارون.
ولله در الشاعر حيث يقول:
[فلله خطب قبل وقع حلوله * بكته السماء دما وغار به البحر] [وزلزلت الأرض حزنا وأعولت * ملائكة التسبيح وامتنع القطر] [وكيف لا تبكي العيون لوقعه * وقد هدم الدين الحنيفي والامر] [وعطلت الاحكام بعد عميدها * ولم يك للاسلام من بعده نصر]
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 245 ... » »»
الفهرست