بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ابتلى أوليائه بأرجاس الناس من حيث أذهب عنهم الرجس وطهرهم من إلباس فحسدوهم على مراتبهم التي رتبهم الله فيها حتى أخمدوا منهم تلك الأنفاس، والصلاة والسلام من الله ومن ملائكته المطهرين وأنبيائه المرسلين إلى يوم حشر الناس من الأرماس وبعد: فيقول فقير الله الكريم المجازي حسين بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الدرازي (ره) إني لما رأيت إعراض الناس عن إقامة المآتم والمراثي على من سوى الحسين (ع) من الأئمة، مع مشاركتهم له في المصائب الجمة ونيل مراتب الشهادة والانتقال إلى منازل [الآخرة]، سيما مولانا مجمع المكارم وحجة العالم على جميع المعالم موسى بن جعفر الكاظم (ع)، فإنه ممن ابتلي بأهل زمانه وقد أوقدوا نار الحروب وأداروا رحى المصائب والكروب على أهل البيت (ع)، فدارت عليه أقداح سمومها وألجموه في سجون همومها وغمومها، حيث قد ابتلي بطواغيت بني العباس فصادفت أيامه من ملوكهم أربعة قد أذهبوا بدين الله وجعلوا أعلامه في غاية الانتكاس، فلا زال مسجونا كأثقال الأغلال وقابلوه بالتكذيب ونسبوه إلى الكفر والضلال فاشتدت البلية وتراكمت سحب الثقة فانتزعت الأرواح وأثخنوهم بالقتل والجراح، فأحببت أن أؤلف كتابا صغيرا أجمع فيه ما وصل إلي من أخباره المتضمنة ما جرى عليه من أعدائه الطغاة من الولادة إلى حين الوفاة، وأقدم في ذلك بعض أحواله والنص عليه من آبائه (ع) وبعض من
(٢٤٧)