وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٠٥
وضع يده على صدره ثم نادى بأعلى صوته أنا بقية الله أنا والله بقيته.
قال: وكان في أهل مدين شيخ كبير وقد بلغ السن به وأدبته التجارب، وقد قرأ الكتب وعرفه أهل مدين بالصلاح، فلما سمع النداء نادى وقال:
اطرحوني، فحمل ووضع في وسط المدينة فاجتمعوا إليه فقال لهم: ما هذا الذي سمعته من فوق الجبل؟ قالوا: هذا رجل يطلب متاعا فمنعه السلطان من ذلك فحال بينه وبين منافعه، فقال الشيخ: أتطيعوني؟ فقالوا: نعم فقال: إن قوم صالح إنما ولي عقر الناقة منهم رجل واحد وعذبوا جميعا على الرضى بفعله وهذا رجل قد قام مقام شعيب (ع) ونادى نداء شعيب فارفضوا السلطان وأطيعوني واخرجوا إليه بالسوق واقضوا حاجته وإلا والله لم آمن لكم الهلكة، قال: ففتحوا الباب وأخرجوا السوق إلى أبي (ع) فأخذنا حاجتنا ودخلوا مدينتهم. وكتب عامل هشام إليه بما فعلوه وبخبر الشيخ، فكتب هشام إلى عامله بحمل الشيخ إليه فحمل فمات في الطريق رحمه الله تعالى.
[والله ما عاد أتت بفعالهم * كلا ولا فرعونها وثمود] [لم يجرموا مثل اجترام هشامهم * ويزيدهم قد زاد وهو جحود] [ما جاء في دين الاله فويله * قد هان عنه ما جنى نمرود] [يا ويلهم حسدا تمكن فيهم * لريائه ما قدماه حسود] [قد أظهروا ساداتنا ما قد رأوا * من منكر وعفت بذاك حدود] [موسى الكليم يفر من فرعونها * لبلاد مدين فالتقاه سعود] [وهشام باقر علمهم ما لم ينج * من طغيانه وبها عراه صعود] [فعليهم وعليه لعن دائم * وعلى يزيد والطغاة يزيد] وفي كتاب المناقب بإسناده قال: لما أشخص أبي (ع) إلى دمشق سمع الناس يقولون: هذا من أولاد أبي تراب (ع)، فأسند ظهره إلى جدار مستقبلا القبلة ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (ص) ثم قال اجتنبوا أهل الشقاق وذرية النفاق وحشو النار وحطب جهنم، عن البدر الزاهر والبحر الزاخر
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 211 ... » »»
الفهرست