لينتج موقفا رساليا تخاض من أجله اللجج، وتبذل دونه المهج.. بل كان يجد من العراقيل والمعوقات النابعة من داخل أنفسهم ما يجعل الاعتماد عليه اعتمادا على سراب، وذلك هو ما يفسر لنا كيف انه حينما كان الناس يواجهون الأمور بجدية، ويبلغ الحزام الطبيين، يعودون إلى دنياهم، ويركنون إلى حياة السلامة والدعة، حسب تصورهم، وما ينسجم مع هوى نفوسهم.. ولا يهمهم ما يحصل بعد ذلك، ولا ماذا تكون النتائج.
واذن.. فلم يكن للأئمة والحالة هذه: أن يقدموا على المجازفة في ظروف كهذه لأن معنى ذلك: هو أن ينتهي أمرهم، وبسهولة ويسر تماما، كما كان الحال بالنسبة للزيدية وإضرابهم..
وبعد ذلك كله.. فإنه إذا كان الإمام عليه السلام يدرك ذلك كله بوعي وعمق وإذا كان يتعامل مع ذاك الواقع بثقة ومسؤولية وبرسالية القائد الفذ، والإمام الشاهد.