الف: وأما الإمام الهادي عليه السلام، فقد كان يعيش في زمن ارتدت فيه عادية العباسيين على أهل البيت بشكل علني وسافر.. وذلك في زمن عادت فيه الشوكة لأهل الحديث المعروفين بنصبهم و عداوتهم لأمير المؤمنين عليه السلام، وأهل بيته الأطهار عليهم الصلاة والسلام.. حيث ضعف أمر المعتزلة وتلاشت قوتهم.. بظهور المتوكل العباسي، الذي كان من أشد الناس نصبا وعداء لعلي وأهل بيته عليهم السلام.. وكان المتوكل هذا هو الذي يتبنى تقوية أهل الحديث الذين كان يتزعمهم أحمد بن حنبل، وإعادة الشوكة والقوة لهم..
ويطمئن العباسيون من جديد إلى قوتهم وثبات أقدامهم بعد قضائهم على المعتزلة، ولكنهم يدركون أن الخطر الحقيقي إنما يتهددهم من قبل أهل البيت عليهم السلام، فيوجهون كل اهتماماتهم إلى مضايقة أهل البيت وشيعتهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.. فكانت هذه الفترة شبيهة إلى حد ما في تقلباتها وتحولاتها من حيث انتقال القدرة من فريق إلى فريق، ثم اطمئنان هذا الفريق إلى