هذا كله.. لو أمكن أن تصل الحركة إلى درجة الحسم لصالح الاتجاه الآخر.. ولكنه فرض بعيد، وبعيد جدا، كما أثبتتها التجارب المتكررة في أكثر من قرن من الزمن..
حيث رأينا بوضوح: كيف فشلت الحركات الزيدية الكثيرة جدا، وكيف سهل القضاء عليها، حتى أصبحت في خبر كان، حتى وكأن شيئا لم يحدث رغم سعة نفوذ الزيدية على مختلف الأصعدة، وفي مختلف المجالات، ورغم سيطرتهم التامة على الأمور، سياسيا، وإعلاميا، وثقافيا، وعاطفيا وغير ذلك.. كما أوضحناه في كتابنا الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام.
وما ذلك.. الا لان الحركات الزيدية - وهي حركات سياسية بالدرجة الأولى، ولم يكن لها أصالة فكرية وعقائدية راسخة، تنطلق من الروح، وتنبع من الوجدان - هذه الحركات إنما كانت تعتمد على ذلك المد العاطفي الهائل، وعلى ذلك الوعي الثقافي الجاف.. الذي لم يصل إلى حد مزج العاطفة بالفكر، والفكر بالوجدان