جعلته يطمئن نسبيا إلى مستقبل العباسيين في الحكم ثم أكمل ولده المهدي المهمة التي كان بدأها أبوه وهي القضاء على خصوم الحكم تحت شعار الاتهام بالزندقة، وغير ذلك من شعارات. ويتمكن الهادي أيضا من إخماد ثورة الحسين بن علي صاحب فخ رضوان الله تعالى عليه.. إلى غير ذلك من أمور لا مجال لتتبعها الآن.
فما أشبه الحالة والظرف الآن بتلك الحالة والظرف الذي مر به أمير المؤمنين عليه السلام في فترة عاشها مع الحكم الجديد، بعد وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، حيث اتخذ ذلك الحكم الناشئ من الإجراءات ما جعله يطمئن إلى ثباته واستقراره، ولعل الظروف التي مر بها أمير المؤمنين عليه السلام ابان نشوء حكم الأمويين وتمكنهم نسبيا من الأمر.. لا تختلف عن ذلك كثيرا أيضا.
ولعل ذلك كله يفسر لنا سر تختم الإمام الكاظم عليه الصلاة والسلام بخاتم جده أمير المؤمنين عليه السلام المنقوش عليه عبارة: " الملك لله " أو " الله الملك " (1)