الركود والخوف من الإقدام على آية حركة تغييرية تستهدف ما ألفوه واعتادوا عليه.
ولو فرض انهم في غمرة هيجانهم العاطفي نجحوا في حسم الموقف لصالح الاتجاه الآخر؛ فان رصيدا كهذا - فكريا عاطفيا وحسب أي من دون بعد عقيدي، وفناء وجداني - لن يكون قادرا على حماية استمرارية الحركة بسلامة وصفاء ولا على تحمل مسؤلياتها التغييرية التي سوف تستهدف جزءا كبيرا من واقعهم وأنفسهم.
بل سوف ترتد هذه الحركة على نفسها لتأكل أبناءها، وتنقض مبادئها، وتستأصل نبضات الحياة فيها.. وذلك لان العاطفة سيخبو وهجها. ما دام لم يعد ثمة ما يثيرها و يؤججها.. وسيصبح الفكر ركاما جافا وخامدا، حينما تهب عليه ريح المصالح والأهواء والشهوات؛ لتجعل منه هشيما تذروه الرياح إن لم يمكن استخدامه وقودا لها، يعمل على استصلاحها، وتوجيهها، ويهيئ الفرصة للاستفادة منها على النحو الأكمل و الأمثل..