نحو التغيير الشامل، وفي استمر أريتها.. وإذا كانت الإغراءات والعروض، وحتى الضغوط المأمونية والاصرار عليه بالقبول بالخلافة تارة، وبولاية العهد أخرى قد بدأت تلوح في الأفق القريب...
وإذا كان الإمام يعلم حقيقة الأمر، ويدرك أن كل ذلك غير قابل للاعتماد عليه، وليس في المستوى الذي يؤهله لتحريك الساحة، وحماية استمرارية هذه الحركة، وأن عروض المأمون تلك، والتي بلغت درجة الإصرار فيها حدا التهديد بالقتل والتصفية الجسدية، الأمر الذي يحمل معه مؤشرات واضحة على أن ذلك لم يكن إلا مؤامرة خطيرة تستهدف تكريس الأمور في غير نصابها، وبالذات على حساب أهل البيت، وعلى حساب قضيتهم التي هي قضية الإسلام الكبرى..
وإذا أردنا أن نكون أكثر تحديدا في عرضنا لحقيقة الظروف التي كانت تفرض نفسها آنئذ، فإننا نقول: انه.. وان كانت قد سنحت الفرصة للإمام الباقر و الصادق عليهما السلام، ليقوموا بدورهم الطليعي في تربية الطليعة