نقش خواتيم النبي (ص) والأئمة (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٦٢
باء: وقد بلغت هذه الآلام ذروتها في عهد المأمون العباسي، حتى لنجد الإمام الرضا عليه السلام، كان إذا رجع من الجمعة يدعو على نفسه بالموت، ليتخلص مما هو فيه. (1) الأمر الذي يعطي: أن حياة الإمام عليه السلام مع المأمون إنما كانت حياة غربة، وألم ومرارة، يجد الموت أهون عليه من تحملها.. وان كانت الأحوال في ظواهرها الساذجة تشير إلى عكس ذلك للبسطاء والسذج من الناس ونستطيع أن نشبه هذه الفترة من الزمن، من حيث وضعها وظواهرها السياسية بالفترة التي عاشها الإمام الصادق عليه السلام، وهو يعايش التحولات الخطيرة التي تتعرض لها الأمة، وسيكون لها تأثير هام وحاسم على مستقبلها بصورة عامة. وذلك لأن المأمون العباسي - حسبما أوضحناه في مجال آخر (2) قد كان يعاني من ظروف شبيهة بظروف الأمويين في أواخر أيامهم.. حتى
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»