نقش خواتيم النبي (ص) والأئمة (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٥١
وبعد هذا.. فان توضيح نقوش الخواتيم المختلفة التي كان يتختم بها الإمام الصادق عليه السلام في الأحوال المختلفة، يمكن أن يكون على النحو التالي:
ألف: أنه إذا كان الإمام الصادق عليه السلام قد عاصر فترة ضعف الأمويين، وأفول نجمهم، وفترة نشوء الدولة العباسية، التي كانت لا تزال في بداياتها تعاني من الضعف والاهتزاز أيضا.. فأولئك كانوا قد ضعفوا، وهؤلاء لم يقووا بعد - إذا كان كذلك - فإننا نلاحظ: أنه عليه السلام لا يتختم بعد بذلك الخاتم الذي نقشه " العزة لله " أو " العزة لله جميعا ".
وانما نجده يهتم في الاستمرار بالتذكير بجريمة الأمويين النكراء، بحق خامس أصحاب الكساء؛ لإعطاء المثل الحي للأمة كل الأمة. وبأنه إذا كان الحاكم لا يرجع إلى دين ولا ينتهي إلى وجدان، فإنه يكون أشرس المخلوقات وأخزاها ويكون على استعداد للإقدام على كل جريمة، وارتكاب كل عظيمة في سبيل أغراضه الشخصية، ومآربه وغاياته اللا إنسانية.. وان الأمة، كل الأمة لتتحمل
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»