نظرات في الكتب الخالدة - حامد حفني داود - الصفحة ٤٠
إن القول بالبداء هو: المقالة الوحيدة التي نستطيع بهيها إن نفسر لك سر الناسخ والمنسوخ في القرآن كالحكمة فيها ورد من آيات تحريم الخمر، وكيف تدرج ذلك التحريم في صورة مراحل ليعالج سبحانه بذلك اعوجاج النفس البشرية ويخلصها من قيود العادة المستحكمة شيئا فشيئا حتى يتحقق لهذه النفس صلاحها، ولو حرمها مرة واحدة لكان في ذلك ما فيه مشقة على النفس!
فذلك هو اعتقاد الإمامية في البداء.
ويسرني أن أنوه في هذا المقام ما أزمع القيام به من تقريب بين المذاهب الإسلامية في كتاب مفرد أرجو بتوفيق من الله أن أوضح فيه إلى أي حد تتفق هذه المذاهب في الجوهر والأهداف وإن اختلفت في المظهر والطرائق وبعد فإني أهنئ الأستاذ المؤلف فيها وفق فيه من الجمع بين المنقول والمعقول في عرض عقائد الإمامية، وقد أتحف به قراء العربية من ثقافات عقيدية عن الإمامية جمع فيها بين الاحتجاج للرأي، والإجادة في الأداء وفي هذا القدر كفاية لمن أوتي حظا من الإنصاف والتأمل
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»