موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٨٤
الصادق (عليه السلام)، ولم يثنه حملهم إياه إلى العراق عدة مرات (1). بل خدموا بذلك إمامته، وأظهروا أمر أهل البيت أكثر مما لو تركوه في مكانه (2). وما كان حتى الشيعة يعرفون شأن الإمام الصادق وقدره وعلمه وكرامته مثلما عرفوها عنه بعد مجيئه.
لأن التقية وعداء السلطة كانت حواجز دون نشر فضائله. وكان أكثرهم لا يعلمون موضعه على اليقين (3).
وقد وردت عبارات عن الذين التقوا به تدل على مقدار تأثرهم بلقائه.
فقد قال عمرو بن أبي المقدام: " كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين " (4). وقال آخر: " رؤيته تذكر بالآخرة، واستماع حديثه يزهد في الدنيا، والاقتداء بهديه يورث الجنة، ونور قسماته شاهد على أنه من سلالة النبوة " (5).
ولم يخف أبو جعفر المنصور من شي خوفه من الإمام الصادق (عليه السلام) لذيوع اسمه في أرجاء الدولة الإسلامية، وعلو مكانته العلمية، وموقعه في نفوس الأمة، لا سيما بين فقهائها وأهل العلم منهم. الأمر الذي دعا المنصور إلى استدعاء الإمام

(1) يرى محمد أبو زهرة بأن أول زيارة للإمام الصادق (عليه السلام) في عهد أبي العباس السفاح كانت تكريما وإجلالا للإمام، وذلك لأن الخلاف بين العلويين والعباسيين لم يكن قد ثار واستفحل. (محمد أبو زهرة، الإمام الصادق: 61).
(2) محمد حسين المظفر، الإمام الصادق 1: 126.
(3) محمد الحسين المظفر، الإمام الصادق 1: 126.
(4) ابن الجوزي؛ صفوة الصفوة 1: 94. (5) محمد أبو زهرة، الإمام الصادق: 61.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»