ابني محمدا لأنه مهدي هذه الأمة (1). وترشيح محمد ذي النفس الزكية لمنصب المهدي لم يقتصر تأييده على أهله وأقاربه فقط، بل أيده المغيرة بن سعيد العجلي (2).
فقال الإمام الصادق (عليه السلام): " والله ما هو مهدي هذه الأمة، ولئن شهر سيفه ليقتلن ".
وغضب عبد الله بن الحسن وقال للإمام الصادق (عليه السلام): والله ما يمنعك من ذلك إلا الحسد، فقال الإمام: " والله ما هذا إلا نصح مني لك، ولقد كتب إلي أبو سلمة بمثل ما كتب به إليك، فلم يجد رسوله عندي ما وجد عندك، ولقد أحرقت كتابه من قبل أن أقرأه (3).
إن موقف الإمام الصادق (عليه السلام) من دعوة أبي سلمة، وإحراق كتابه، وتمثله ببيت شعر الكميت، تدل على أن القوة وكثرة الأنصار قد أصبحت إلى جانب العباسيين، وإن أي محاولة للقيام بتحرك عسكري ستصاب بالإخفاق. ولذلك ركن الشيعة إلى الهدوء في أيام أبي العباس السفاح، فلم يقتل منهم أحدا ولا أجرى إلى جليس له مكروها (4).
لقد نشط العباسيون في دعوتهم، لا سيما عندما سمعوا مقالة الإمام الصادق (عليه السلام) حين بايع رجال من بني هاشم ومن آل أبي طالب وآل العباس محمد ابن عبد الله بن الحسن، بأنه لا يملك وأن الملك يكون في بني العباس (5).