موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٧٣
في أسطوانات البناء وهم أحياء لإبادتهم والتخلص منهم، والسعي فيهم بشتى الوسائل الممكنة حتى تقطع دابرهم، ومن جهة أخرى تضاهرهم بالعدل فيهم وحسن سلوكهم معهم.
وبعد إخفاق الحركات العلوية، رأى العباسيون الذين كان لهم الدور الأكبر في العمل على إضعافها وإخفاقها أن الأمور تسير في صالح دعوتهم بعد أن تدارسوا الموقف في الحميمة مع وفود من خراسان، وبأن الوقت قد أصبح ملائما لإعلان الثورة واختيار قائد لها. فاختير أبو مسلم الخراساني لقيادتها، وقد نجح في إعداد وتهيئة جيش ضخم ما لبث أن هزم جيش الخليفة الأموي مروان الحمار عند نهر الزاب، وانتهى الأمر بقتل مروان سنة (132 ه‍). وفي العاشر من المحرم سنة (132 ه‍)، ظهر السواد شعارا للعباسيين في الكوفة، فكان هذا إعلانا عن سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية (1).
إن غاية سياسة العباسيين في إعلان السواد شعارا لهم وفي اليوم العاشر من المحرم بالذات عند قيام دولتهم تتجسد في أمرين:
الأول: كسب الجانب العلوي الذي يتمتع برصيد شعبي هائل.
الثاني: إظهار حسن نية العباسيين تجاه العلويين وخلق هذه الفكرة في أذهان الناس في حالة عجزهم عن كسب ولاء القيادات العلوية - وخاصة الإمام الصادق (عليه السلام) - الذين كانوا على علم تام بنوايا العباسيين وأهدافهم.
لقد كان للعباسيين شيعة وموالون في الكوفة، منهم أبو سلمة حفص بن سليمان

(١) الدينوري؛ الأخبار الطوال: ٦٣٥، وتأريخ اليعقوبي 2: 345، والذهبي؛ دول الإسلام:
88.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»