موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٢٢
ولابن أبي العوجاء مع الإمام مناظرات في التوحيد عديدة ذكرنا بعضها بصورة موجزة روما للاختصار.
وجرى نظير ذلك للإمام (عليه السلام) مع الجعدي بن درهم، فقد قيل: إنه وضع في قارورة ماء وترابا فاستحال دودا وهواما، فقال لأصحابه: أنا خلقت ذلك لأني سبب كونه. فبلغ قوله للإمام فقال: ليقل كم هي؟ وكم الذكران منه والأناث إن كان خلقه؟ وكم وزن كل واحدة منهن؟ وليأمر الذي سعى إلى هذا الوجه أن يرجع إلى غيره. فبهت الذي كفر، فانقطع وهرب (١).
العدل بين النساء:
سأل أحد الزنادقة أبا جعفر الأحول (مؤمن الطاق)، فقال: أخبرني عن قول الله تعالى: ﴿فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة﴾ (٢)، وقال تعالى في آخر السورة: ﴿ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل﴾ (3) فبين القولين فرق؟ فقال أبو جعفر الأحول: فلم يكن عندي جواب، فقدمت المدينة فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألته عن الآيتين، فقال: أما قوله: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) فإنما عنى في المودة، فإنه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة،

(١) لسان الميزان؛ لابن حجر ٢: ١٠٥.
(٢) النساء: ٣.
(٣) النساء: ١٢٩.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»