الخندق، واشترك هو معهم في الحفر (1)، فتعوق جيش العدو، الذي كان يهم بمهاجمة المدينة بكل غرور وخيلاء، خلف الخندق، وظل على هذه الحال شهرا تقريبا (2)، حتى وقع في مأزق بسبب صعوبة الإمداد.
وفي ذات يوم عبر عمرو بن عبد ود الخندق ومعه عدد من فرسان العدو وشجعانه المشهورين (3)، وصاروا أمام المسلمين، وطلبوا أن يبرز إليهم أقرانهم، فلم يجبهم أحد، وكرروا نداءهم غير مرة، وكان لعمرو صيته المخيف، ففزع منه الجميع، وحبست الأنفاس في الصدور، ولم تلق نداءاته المغرورة جوابا، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقوم إليه أحد ويقتلع شره، فلم يقم إلا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) (4).
ولما تقابلا قال (صلى الله عليه وآله) عبارته الخالدة:
" برز الإيمان كله إلى الشرك كله " (5).
وبعد قتال شديد عاجله الإمام بهجمة سريعة، فقضى عليه، وبلغت صيحة