سنة (4) من الهجرة (1). وفي ضوء بعض المعلومات التاريخية نزحوا عن ديارهم أذلة صاغرين بعد أن قتل عشرة منهم (2).
178 - الإرشاد: لما توجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بني النضير، عمل على حصارهم، فضرب قبته في أقصى بني حطمة من البطحاء، فلما أقبل الليل رماه رجل من بني النضير بسهم فأصاب القبة، فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) أن تحول قبته إلى السفح، وأحاط به المهاجرون والأنصار.
فلما اختلط الظلام فقدوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال الناس:
يا رسول الله، لا نرى عليا؟ فقال (صلى الله عليه وآله): أراه في بعض ما يصلح شأنكم. فلم يلبث أن جاء برأس اليهودي الذي رمى النبي (صلى الله عليه وآله) - وكان يقال له: عزورا - فطرحه بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله). فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): كيف صنعت؟ فقال: إني رأيت هذا الخبيث جريئا شجاعا، فكمنت له وقلت: ما أجرأه أن يخرج إذا اختلط الظلام يطلب منا غرة (3)، فأقبل مصلتا سيفه في تسعة نفر من أصحابه اليهود، فشددت عليه فقتلته وأفلت أصحابه ولم يبرحوا قريبا، فابعث معي نفرا؛ فإني أرجو أن أظفر بهم!
فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) معه عشرة، فيهم: أبو دجانة سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف، فأدركوهم قبل أن يلجوا الحصن، فقتلوهم وجاؤوا برؤوسهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فأمر أن تطرح في بعض آبار بني حطمة.
وكان ذلك سبب فتح حصون بني النضير (4).