وكان الحسين (عليه السلام) لتكون العواطف الإنسانية متأصلة في الوجود لا يزعزعها جور الظالمين ولا جهل الفاشلين.
وكان الحسين (عليه السلام) لتكون الضمائر الحية ممتدة على صفحات التأريخ تشعر بالوخز في باطن المنتهكين للمثل الأخلاقية.
وكان الحسين (عليه السلام) لتكون الثورة فتحا للقيم النبيلة لا فوضة سياسية تدمر قيم الإسلامية ولا شعارا من دون شريعة.
هكذا اعتنقت الروح الحسينية المقدسة مع نور الله في السماوات والأرض لتكون ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. وبذلك فالحسين حقا هو وارث الأنبياء والأوصياء والأولياء في صفاتهم ورسالاتهم إلى البشرية جمعاء، ومن هنا صح أن نملأ الدنيا ونهتف له بالتحية والسلام قائلين:
السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين ولي الله السلام عليك يا ابن محمد المصطفى السلام عليك يا ابن علي المرتضى السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور اشهد انك قد أقمت الصلاة واتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله ورسوله حتى اتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به يا مولاي يا أبا عبد الله اشهد انك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها واشهد انك من دعائم الدين وأركان المؤمنين واشهد انك الامام البر التقي الرضي الهادي المهدي واشهد ان الأئمة من ولدك كلمة التقوى واعلام الهدى والعروة الوثقى والحجة على أهل الدنيا واشهد الله وملائكته وأنبيائه ورسله اني بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي وقلبي لقلبكم سلم وامري لامركم متبع صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى أجسامكم وعلى شاهدكم وعلى غائبكم وعلى ظاهركم وعلى باطنكم