من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٦٢
E / في الدعابة ولطافة الحديث قال أبو رافع: كنت ألاعب الحسين (عليه السلام) وهو صبي بالمداحي (1)، فإذا أصابت مدحاتي مدحاته قلت: إحملني. فيقول: أتركب ظهرا حمله رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟! فأتركه، فإذا أصابت مدحاته مدحاتي قلت: لا أحملك كما لم تحملني. فيقول: أما ترضى أن تحمل بدنا حمله رسول الله؟! فأحمله (2).
فالحسين (عليه السلام) صبيا يلعب، ولكنه يلعب بدعابة ولطافة وحجج بالغة. انه (عليه السلام) كبير حتى في صباه، وأسفا على كبار هم لا زالوا كما كانوا من قبل!
* الدروس المستفادة هنا:
1 - إن الألعاب في فترة الطفولة أمر مباح شريطة أن لا تكون ضارة بالطفل.
2 - انه من الجيد أن يقترن اللعب هذا مع اللين واللطافة وعدم العنف والمشاجرة.
3 - ان الذكريات الطفولية تبقى مع الإنسان، فمن الجميل أن يجعل الآباء أطفالهم في جو حسن يخلد له ذكرياته في أجمل صورة.
E / في الزهد والعدالة الاجتماعية جاء في التاريخ إن من شدة عدالة أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كان يقدر نفسه وأهل بيته بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره (3) وروى العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار: أن رجلا من خثعم رأى الحسن والحسين (عليه السلام) يأكلان خبزا وبقلا وخلا، فقلت لهما (4): أتأكلان من هذا وفي الرحبة ما فيها؟ - أي في وسعكما بصفتكما أبناء الحاكم أن تأكلا أكلا ألذ مثل أبناء الحكام الآخرين -.
فقالا: " ما أغفلك عن أمير المؤمنين (عليه السلام) " (5)

1 - المدحاة: لعب الأحجار في الحفيرات.
2 - نفس المهموم / ص 24.
3 - كما في نهج البلاغة / الخطبة 209. يتبيغ: أي يهيج به الألم.
4 - والصحيح " فقال لهما " كما في هامش بحار الأنوار.
5 - بحار الأنوار / ج 41 ص 113.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»