من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٨٩
عنها، ومن ألمع أصحاب الإمام، ففداه بروحه واستشهد في سبيل قضيته العادلة (1).
* الدروس المستفادة هنا:
1 - دعوتك الآخرين إلى عقيدتك تعني حبك لإنقاذهم ما دمت تدعوهم بالبرهان الواضح، إذن استمر فيها ولا تتراجع.
2 - الذاكرة الإيمانية تحتفظ بكلمات الإيمان لساعة العودة إلى الحق والثبات عليه، فلابد من زرعها فيها لحصدها في يوم الحاجة.
3 - إن التواضع وعدم اليأس والتكاسل في الدعوة إلى الله من أهم عوامل النجاح والتوفيق.
E / في الصدق والصراحة قال الفرزدق " الشاعر ": لقيني الحسين (عليه السلام) في منصرفي من الكوفة فقال: ما وراءك يا أبا فراس؟
قلت: أصدقك؟
قال: " الصدق أريد ".
قلت: أما القلوب فمعك، وأما السيوف فمع بني أمية، والنصر من عند الله.
قال: " ما أراك إلا صدقت، الناس عبيد المال، والدين لغو (2) على ألسنتهم، يحوطونه ما درت به معايشهم، فإذا محصوا للابتلاء (3) قل الديانون (4) ".
إن الصدق هو الطريق المنسجم مع السنن الإلهية في الكون، ولأن الحسين (عليه السلام) سالك إلهي، فإنه صادق مع الله والناس، وليس كالزعماء الدنيويين حيث عجن وجودهم مع الكذب والدجل.
انظر واحدا من مواقف الحسين الصادقة مع الذين جاءوا معه، وكان بعضهم قد جاء

١ - حياة الإمام الحسين (عليه السلام) / ج ٣ ص ٦٦ - بتصرف.
٢ - وفي نسخة أخرى: لعق. بحار الأنوار: ج ٧٨ ص ١١٦.
٣ - وفي نسخة: بالبلاء. نفس المصدر.
٤ - كشف الغمة ٢: ٢٠٧.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»