من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٨٧
يكون أبدا إن شاء الله تعالى.
وما كان مثل ابن الحر وهو الذي اقترف الكثير من الجرائم ان يوفق إلى نصرة الإمام ويفوز بالشهادة بين يديه. وقد ندم كأشد ما يكون الندم على ما فرط في أمر نفسه من ترك نصرة ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخذت تعاوده خلجات حادة من وخز الضمير، ونظم ذوب حشاه بأبيات، منها:
فيالك حسرة ما دمت حيا * تردد بين صدري والتراقي غداة يقول لي بالقصر قولا * أتتركنا وتزمع بالفراق حسين يطلب بذل نصري * على أهل العداوة والشقاق فلو فلق التلهف قلب حر * لهم اليوم قلبي بانفلاق ولو واسيته يوما بنفسي * لنلت كرامة يوم التلاق (1) وكثير أولئك الذين تفوتهم فرص الالتحاق بركب الخالدين على بروج مشيدة بالأخلاق الكريمة. وكان هذا الرجل - عبيد الله - واحدا ممن فوت على نفسه الفرصة الذهبية تلك، ولن ينفعه الندم، ولكن الآخرين ممن يقرؤن حاله اليوم - وأنت أحدهم طبعا - إنما تنفعهم هذه القراءة إن عقبت بقرار معاكس لقرار النادمين. والآن فأنت مع أي الجبهتين تريد أن تكون؟ الخالدين أم النادمين؟
* الدروس المستفادة هنا:
1 - تعن الذهاب إلى من تريد هدايته، فإن هذا التواضع منك يسمو بك إما إلى تحقيق هدفك حاضرا أو على المدى البعيد.
2 - إزهد فيما بيد الآخرين واستغن عنهم تبقى كبيرا في أعينهم ولو مستقبلا.
3 - بين أدلتك لمن تريد هدايته، ثم دعه يختار طريقه ويتحمل مسؤولية اختياره.
E / في أخلاقية الموعظة والدعوة انتهت قافلة الإمام (عليه السلام) إلى منطقة " زرود " فأقام فيها بعض الوقت وقد نزل بالقرب منه

1 - حياة الإمام الحسين (عليه السلام) / ج 3 ص 363.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»