وأسرع الولد البار قائلا: ألسنا على الحق؟.
فقال الحسين: " بلى والذي إليه مرجع أمر العباد ".
وطفق فخر هاشم يلقي على الأجيال أروع صور الإيمان والتضحية في سبيل الله قائلا لأبيه: يا أبة إذن لا نبالي بالموت.
ووجد الحسين في ولده خير عون له على أداء رسالته الكبرى، فشكره على ذلك قائلا:
" جزاك الله يا بني ما جزي به ولد عن والده.. " (1).
* الدروس المستفادة هنا:
1 - إن من أخلاق الأبوة الإسلامية أن تفاتح ابنك عما في قلبك بعد أن تربيه وفق رؤاك.
2 - لابد من إتخاذ أقرب المقربين عضدا في أمانة المشاريع بعد إعداده للمهمة.
3 - من الأخلاق التحدث مع الابن - وكذلك الأب - بلطف وحنان وأدب.
E / في المشي إلى المستضعفين وخدمتهم ذكر المؤرخون: لما وصل الحسين (عليه السلام) إلى صحراء الثعلبية في طريقه إلى كربلاء شاهد خيمة متردية تعبر عن فقر ساكنيها، فدنا إليها فرأى هناك امرأة كبيرة السن، عليها ثياب رثة لشدة فقرها، فسألها عن حالها؟
فقالت: إنها قد أضر بها وبأغنامها الجفاف، وأن ابنها (وهب) وزوجته (هانية) ذاهبان بحثا عن الماء.
فأقلع الإمام الحسين (عليه السلام) صخرة في مكانه فخرج من تحتها نبع من الماء الزلال.
فسرت المرأة وشكرت الإمام (عليه السلام)، ثم واصل الإمام طريقه إلى كربلاء. وحينما جاء ابنها (وهب) فرأى ذلك إنبرى مدهشا يسأل أمه من أين حصل هذا؟
فأخبرته بالأمر، وكان الابن في ليلته قد رأى في المنام الإمام الحسين (عليه السلام).
فقال لأمه فورا: قومي لنلتحق به. فتحرك وهب وأمه وزوجته - وكانوا على دين المسيح عيسى (عليه السلام) - حتى وصلوا إلى قافلة الحسين، فأسلموا على يديه، وكان وهب مع