من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٩٤
2 - إمنح كامل القرار لمن يمنحك ولائه، وسوف لا يختار إلا ما يقتضيه ولاؤه.
3 - كن واضحا مع الذين معك، وامنحهم حرية القرار.
E / في الإخلاص ومقتضاه إن من مكارم الأخلاق عند الحسين (عليه السلام) الإخلاص والصدق والأمانة، ومقتضاه أن يكون الإنسان المتخلق به صريحا مع أنصاره، ينبؤهم عن المخاطر ولا يخفي عنهم شيئا بذريعة الاهتمام الأولى بالهدف المتوخى من الجمع.
وفي هذا ذكر المؤرخون أن القافلة الحسينية لما وصلت إلى أرض كربلاء وذلك يوم الأربعاء، فوقف فرس الحسين (عليه السلام) من تحته، فنزل عنها وركب أخرى فلم ينبعث من تحته خطوة واحدة يمينا وشمالا، ولم يزل يركب فرسا بعد فرس حتى ركب سبعة أفراس وهن على هذا الحال فلما رأى الامام ذلك الأمر الغريب، قال: يا قومي ما يقال لهذا الأرض؟
قالوا: أرض الغاضرية.
قال: فهل لها اسم غير هذا؟
قالوا: تسمى نينوى.
قال: هل لها اسم غير هذا قالوا: تسمى بشاطي الفرات.
قال: هل لها اسم غير هذا.
قالوا: تسمى كربلاء.
فتنفس الصعداء وقال: " ارض كرب وبلاء، ثم قال: قفوا ولا ترحلوا، فهاهنا والله مناخ ركابنا، وهاهنا والله سفك دمائنا، وهاهنا والله هتك حريمنا، وهاهنا والله قتل رجالنا، وهاهنا والله ذبح أطفالنا، وهاهنا والله تزار قبورنا، وبهذه التربة وعدني جدي رسول الله ولا خلف لقوله ". (1) هكذا صارح الحسين (عليه السلام) من معه، وأعاد صراحته عند كل مناسبة طالبا منهم أن يذهبوا

1 - الدمعة الساكبة 4: 256، ناسخ التواريخ 2: 168، ذريعة النجاة: 67.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»