من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٩٢
الحسين في يوم عاشوراء واحدا من الشهداء السعداء. (1) * الدروس المستفادة هنا:
1 - تفقد حال المستضعفين والمشي إليهم من صفات القائد الرسالي.
2 - قضاء الحوائج وإسداء الخدمة الاجتماعية ضرورة أخلاقية ملحة.
3 - إذا عملت خيرا فلا تنظر إلى ورائك، دعه فإن الله يثمره لك خيرا مضاعفا.
E / في الصبر والثبات والتواضع أما النبأ المفجع بمقتل مسلم فقد حمله إلى الإمام (عليه السلام) عبد الله بن سليمان والمنذر بن المشعل الأسديان، وكانا - فيما يقول المؤرخون - قد انتهيا من أداء مناسك الحج، وكانت لهما رغبة ملحة في الاتصال بالإمام والتعرف على شؤونه، فأخذا يجدان في السير حتى التحقا به في - منطقة زرود - وبينما هما معه وإذا برجل قد أقبل من جهة الكوفة فلما رأى الحسين عدل عن الطريق، وقد وقف الحسين يريد مسألته، فلما رآه قد مال عنه سار في طريقه - وتركه، ولو كان أحد غيره لأمتعض وغضب عليه وأهانه. هذا - ولما عرف الأسديان رغبة الإمام في سؤاله تبعاه حتى أدركاه، فسلما عليه وسألاه عن أسرته، فأخبرهما أنه أسدي، فانتسبا له، ثم سألاه عن خبر الكوفة، فقال لهما: انه لم يخرج منها حتى قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، ورآهما يجران بأرجلهما في الأسواق.
وودعاه، وأقبلا مسرعين حتى لحقا بالإمام، فلما نزل الإمام بالثعلبية قالا له: رحمك الله إن عندنا خبرا إن شئت حدثناك علانية، وإن شئت سرا..
وتأمل - الإمام (عليه السلام) - في أصحابه فقال: " ما دون هؤلاء سر ".
- فقالا -: أرأيت الراكب الذي استقبلته عشاء أمس؟
- قال الإمام (عليه السلام) -: " نعم وأردت مسألته ".
- قالا -: والله استبرأنا لك خبره، وكفيناك مسألته، وهو امرؤ منا ذو رأي وصدق وعقل،

1 - ترجمنا هذه القصة من الفارسية نقلا عن كتاب (در سايهء أولياء خدا / ص 348) نقلا عن (رياحين الشريعة / ج 2 ص 300).
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»