من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٠٠
E / في الشهامة كتب عبيد الله بن زياد (لعنه الله) إلى الحسين (عليه السلام): أما بعد يا حسين فقد بلغني نزولك بكربلا، وقد كتب إلي أمير المؤمنين يزيد أن لا أتوسد الوثير، ولا أشبع من الخبز، أو ألحقك باللطيف الخبير، أو ترجع إلى حكمي وحكم يزيد بن معاوية والسلام!!
فلما ورد الكتاب - إلى - الحسين (عليه السلام) قرأه ورمى به ثم قال: " لا أفلح قوم آثروا مرضاة أنفسهم على مرضاة الخالق ". ولم يتكلم الحسين (عليه السلام)، فسأله المبعوث عن جواب الكتاب؟
قال (عليه السلام): " ماله عندي جواب، لأنه قد حقت عليه كلمة العذاب ".
فعاد الرجل إلى ابن زياد وأخبره ذلك. فغضب ابن زياد أشد الغضب (1).
ترى كيف الطغاة حقراء ضعفاء! هكذا لابد من إرغام أنوفهم في التراب.
فيالها من شهامة حسينية، ولن تتحقق إلا إذا تخلق الانسان المسلم بأخلاق الحسين (عليه السلام) المتحرر من الدنيا وراحتها الزائلة، إنها أخلاق الأحرار الذين شعارهم " المنية لا الدنية "، " وهيهات منا الذلة "، " والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد ".
* الدروس المستفادة هنا:
1 - ما أجمل الشجاع حينما يحتقر الطغاة الحقراء فيدخل النار في قلوبهم قبل نار جهنم.
2 - تعلم كيف تمارس عزتك في الحياة التي لست ولا عدوك من الخالدين فيها.
3 - انظر دائما إلى البعيد وتحمل معاناتك الطارئة، لأنها جاءت لتنتهي، وأنت جئت لتبقى مع بقاء الحق إن كنت صابرا.
E / في العطف والتضامن والعطاء قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد أسر ابنك بثغر الري، فقال: ما أحب أن يؤسر وأنا أبقى بعده حيا.

١ - الفتوح ٥: ٩٥ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي ١: ٢٣٩ وفيه اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق، بحار الأنوار ٤٦: ٣٨٣، العوالم 17: 234. ونحن نقلنا ذلك بتصرف في الألفاظ دون ألفاظ الحسين (عليه السلام).
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»