من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٤٩
* الدروس المستفادة هنا:
1 - ضرورة معرفة الحق والباطل لاكتشاف أهلهما.
2 - كلمة الحق أفضل الجهاد إذا ما قالها الإنسان في وجه الطاغوت تقربا إلى الله تعالى.
3 - الدفاع عن الشهداء والمظلومين حق شرعي وأخلاقي مفروض على كل مسلم ومسلمة، فذلك من الوفاء الواجب.
4 - حفظ الحقائق التاريخية لإدانة المجرمين حركة إيجابية تصب في الدفاع عن حقوق الناس، وهو شأن من الأخلاق.
E / في احترام رأي الناس وأداء حق الأمة الناس هدف الرسالات السماوية، لأن الله تعالى قد بعث الرسل كي ينقذهم من الضلالة ويهديهم الطريق إلى الجنة، ولما تتأمل قول الرسول (صلى الله عليه وآله): " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " يتأكد لك أن الأخلاق بكل أبعادها المكارمية هي البداية.. هي الوسط.. وهي النهاية في مسيرة الإنسان إلى الجنة. ومن أجل هذا كان صراع أهل الحق وأهل الباطل قائما في حياة البشرية، وهنا إليك صورة من صور الأخلاق الحسينية في هذا الصراع، حيث تجد فيها قيمة الناس والطريقة (الديمقراطية الحقيقية) في تذكيرهم بالقيم وإستفتائهم فيها.
عقد الإمام الحسين (عليه السلام) في مكة مؤتمرا سياسيا عاما دعا فيه جمهورا غفيرا ممن شهد موسم الحج من المهاجرين والأنصار والتابعين وغيرهم من سائر المسلمين فانبرى (عليه السلام) خطيبا فيهم، وتحدث ببليغ بيانه بما ألم بعترة النبي (صلى الله عليه وآله) وشيعتهم من المحن والخطوب التي صبها عليهم معاوية وما اتخذه من الإجراءات المشددة من إخفاء فضائلهم، وستر ما أثر عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في حقهم وألزم - الحسين - حضار مؤتمره بإذاعة ذلك بين المسلمين، وفيما يلي نص حديثه فيما رواه سليم بن قيس قال:
ولما كان قبل موت معاوية بسنة حج الحسين بن علي، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر، فجمع الحسين بني هاشم ونساءهم ومواليهم، ومن حج من الأنصار ممن يعرفهم الحسين وأهل بيته، ثم أرسل رسلا، وقال لهم: " لا تدعوا أحدا حج العام من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) المعروفين بالصلاح والنسك إلا أجمعوهم لي ".
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»