من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٣٨
ثم دعاهم إلى منزله، فأطعمهم، وكساهم، وأمر لهم بدراهم (1).
وكذلك كان جده الرسول (صلى الله عليه وآله) يخالط الفقراء ويجالسهم، ويفيض عليهم ببره وإحسانه، حتى لا يتبيغ بالفقير فقره، ولا يبطر الغني ثراؤه.
وهل تعرف في الملوك والأغنياء قليلا من هذه الأخلاق العظيمة؟
إن عرفتها فيهم بلغهم أنهم على الطريق الصحيح والله معهم ولهم العاقبة الحسنى والسرور الدائم. ولكن قليل هم أو لعلهم معدومون!
* الدروس المستفادة هنا:
1 - مقابلة الإحسان بإحسان أكبر، شأن من أرفع شؤون الأخلاقية.
2 - تغليب الفقراء والمساكين على العائلة في العطاء نوع من الإيثار، ولابد أن يقترن مع الثقة بالله الرزاق ذي القوة المتين.
3 - النزول إلى خدمة الضعفاء في المجتمع عروج إلى قمم الأجر والثواب عند الله تعالى.
E / في التصرف حين المشادات العائلية المشادات العائلية أمر طبيعي لضرورة الاختبار الذي لابد للإنسان أن يخضع له، ومثل هذا الأمر حصل بين الإمام الحسين وأخيه محمد بن الحنفية - في أيام شبابهما - فانصرف محمد إلى داره وكتب إلى الحسين ما يلي: " أما بعد: فان لك شرفا لا أبلغه، وفضلا لا أدركه، أبونا علي لا أفضلك فيه ولا تفضلني، وأمي امرأة من بني حنيفة، وأمك فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولو كان ملء الأرض مثل أمي ما وفين بأمك، فإذا قرأت رقعتي هذه فالبس رداءك ونعليك وسر إلي، وترضيني، وإياك أن أكون سابقك إلى الفضل الذي أنت أولى به مني... ".
ولما قرأ الحسين رسالة أخيه سارع إليه وترضاه (2).

١ - أعيان الشيعة ج ٤ ص ١١٠.
2 - نهاية الإرب ج 3 ص 260.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»